نبّه البروفيسور خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، الأمهات إلى ضرورة الاعتماد في تغذية الرضّع على حليبهن؛ بالنظر إلى ما يحويه من فوائد غذائية لا يمكن أن يؤمّنها الحليب الاصطناعي، مشيرا إلى أن الأمهات بحاجة إلى المزيد من التحسيس بأهمية الرضاعة الطبيعية، خاصة أن الإحصائيات تكشف أن 7 بالمائة من الأمهات فقط يُرضعن أطفالهن.وقال الدكتور خياطي لجوء الأمهات إلى الحليب الاصطناعي في تغذية الرضّع راجع إلى أن الإعلام لا يلعب دوره في التوعية؛ بدليل غياب الحصص التلفزيونية التي تسهم في تحسيسهن وتثقيفهن، هذا من جهة، ومن ناحية أخرى يقول: “إن عددا كبيرا من الأمهات يعملن، ومن ثمة يعتمدن على الحليب الاصطناعي، لا سيما أن السوق يوفر اليوم أكثر من 20 نوعا”. وبحكم أن الحليب الاصطناعي يُعتبر من البدائل التي تفرض نفسها على الأمهات لعدة اعتبارات، حسب خياطي، تم تخصيص بعض المداخلات على هامش اليوم الدراسي الذي نُظم مؤخرا بدار الإمام، تكشف عن كيفية اختيار الحليب المناسب للرضيع، ليحصل على غذاء صحي مناسب.
اختارت الطبيبة ليندة كرمي متخصصة في أمراض الأطفال، عنوان “الحليب الضروري لنمو الأطفال” لمداخلتها، وصرحت ل “المساء” بأن السوق اليوم تطرح العديد من أنواع الحليب التي ترافق نمو الأطفال من لحظة الولادة، غير أن الجديد في هذا المجال هو انتعاش الأسواق بأنواع جديدة بعد بلوغهم سنة. والسؤال الذي يُطرح: هل هذه الأنواع الجديدة من الحليب الاصطناعي التي ترافق الأطفال من سنة إلى ثلاث سنوات، تحوي العناصر الغذائية الضرورية التي تؤمّن لهم النمو الصحي، أم بإمكان الأمهات أن يقدّمن لأبنائهن أي نوع من الحليب، مثل حليب الأكياس وحليب البقر؟
الدراسة، حسب محدثتنا، أثبتت أن هذه الأنواع الجديدة غنية بالحديد وبالأحماض الدسمة وتحوي القليل من البروتين الذي لا يؤثر على نمو الأطفال، ومن ثمة تُنصح به الأمهات. غير أن الإشكال الذي يُطرح تقول الطبيبة ليندة هو ارتفاع أثمان هذه الأنواع؛ إذ إن سعرها يزيد مرتين على الحليب العادي؛ “من أجل هذا نناشد، كمتخصصين الجهات المعنية إعادة النظر في أسعار الحليب الموجه لنمو الأطفال، لاسيما أن تركيبة هذا النوع الجديد من الحليب بُرمجت ليستجيب لاحتياجات الطفل وصحته”.
من جهتها، اختارت الدكتورة نجاة بوقندورة طبيبة أطفال بمستشفى حسان بادي الحراش، أن تشارك بمداخلة تحت عنوان “عدم التوازن الغذائي والنتائج المترتبة عليه”، حيث قالت في حديثها إلى “المساء”، إن ظاهرة الأكل في الشارع أو ما يسمى بالوجبات السريعة، انتشرت بشكل ملفت للانتباه في السنوات الأخيرة، وتحديدا بين أوساط الأطفال، الأمر الذي أدى إلى ظهور بعض المضاعفات الصحية عند الأطفال في سن مبكرة، مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني الذي ثبت وجوده عند الأطفال في سن مبكرة، إلى جانب تفشي أمراض السرطان، وتحديدا سرطان القولون وبعض أمراض القلب والأوعية الدموية.
ومن أهم التوصيات التي ترفعها الطبيبة بوقندورة ونحن نحيي اليوم العالمي للتغذية، التأكيد على التوازن في الأغذية، والاعتماد بشكل أساسي على كل ما هو طبيعي، والابتعاد عن المواد التي تحوي نسبا عالية من الدسم والسكّر، مثل المشروبات الغازية، والملح، وفي المقابل ضرورة تعويضها بالفواكه ومشتقات الحليب والخضر.
تُرجع بعض العائلات عدم قدرتها على تأمين غذاء صحي ومتوازن لأبنائها، إلى ضعف القدرة الشرائية، غير أن الطبيبة بوقندورة تعتقد أن ضعف القدرة الشرائية لا يُعتبر مبررا وراء إهمال غذاء الطفل والدفع به إلى تناول الوجبات السريعة، وترى أن مجرد الاكتفاء بتناول الخضروات والفواكه التي تباع بأسعار معقولة في موسمها، مثل الطماطم والجزر والتفاح والعنب فقط، كفيل بتأمين غذاء متوازن يعتمد على التنويع، دون أن ننسى الحبوب الجافة، التي ينبغي تعويد الأطفال عليها.
وحول التغذية عند الرضّع ترى الطبيبة بوقندورة أنها تحولت إلى مشكل كبير بمجتمعنا؛ لأن ما تغفل عنه الأمهات اللواتي لا يرضعن أطفالهم أن أساس الصحة عند الإنسان يبدأ من حليب الأم، وترى بأن السبب الرئيس وراء تراجع الأمهات عن الإرضاع بالدرجة الأولى، يعود إلى نقص الوعي من جهة، وتوفر الحليب الاصطناعي بكثرة وبأسعار معقولة. أما بالنسبة لخروج المرأة للعمل، فتعتقد بأنه لا يطرح مشكلة؛ لأن الأمهات العاملات عموما يفضّلن الاعتماد على الرضاعة الطبيعية رغم الصعوبات التي تواجههن، هذا من ناحية، كما أن القانون يمنح الأمهات العاملات هذا الحق، ومن ثمة لا مبرر لهن لعدم الإرضاع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/10/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رشيدة بلال
المصدر : www.el-massa.com