يتجه الصم البكم إلى تبادل الرسائل القصيرة عبر الهواتف النقالة من أجل التواصل فيما بينهم، فهذه الفئة التي ليس بإمكانها تفعيل مكالماتها تستخدم خدمات الجوال بما يتناسب وإمكانياتها من كتابة رسائل نصية قصيرة للطرف الآخر، أو الاستعانة بالمحيطين بهم لأجل فك وتركيب بعض الإشارات التي تميز عالمهم.
تعاني فئة الصم والبكم من صعوبة الاتصال والتواصل مع الغير، ولما كان الهاتف النقال وسيلة للتحدث وتبادل الأفكار والمعلومات بين الأفراد بواسطة اللغة الشفهية، فإن هذه الأخيرة تعيق الصم البكم في استخدام هذه الوسيلة، لذا فقد اتخذ هؤلاء من الهاتف النقال سبيلا للتواصل مع المحيطين بهم، ممن يشاركونهم الإعاقة ومن الأصحاء كذلك، ويستعينون في ذلك بعدة طرق تخصهم وتسهل عليهم التعامل مع التكنولوجيا.
يستعين مستعملو الهاتف النقال من فئة الصم البكم بوضعه على نظام “الهزاز” من أجل التنبه إليه عند وصول مكالمة أو رسالة من شخص ما، لاسيما أن دور الرنات غير فعال في وضعهم، كما يلجأ أغلبهم إلى استعمال الرسائل القصيرة في التواصل عبره.
الرسائل القصيرة تفك عزلتهم
تعتبر الرسائل القصيرة من أفضل الطرق وأسهلها التي يستخدمها الصم البكم خلال عملية التواصل عبر الهاتف النقال. وفي ذات السياق يؤكد بوكروي، محمد الناطق الرسمي باسم الفيدرالية الوطنية للصم البكم، أن هذه الفئة تستعمل الرسائل القصيرة فيما بينها بنسبة تفوق 60 بالمائة منهم، فهده الطريقة - حسبه - سهلة ومرنة بالنسبة للشبان خاصة والراشدين كذلك. وفي ذات السياق يقول محدثنا أن الفرد الواحد يقوم بإرسال واستقبال ما يفوق 20 رسالة يوميا تعوضه عن التحدث. ومن جهتها، تشير الأستاذة منية فرحات بمدرسة الصم البكم أن تمكن التلاميذ من إتقان التواصل عبر الرسائل القصيرة ساعد هذه الفئة بشكل كبير جدا، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالتحدث والتواصل مع من بإمكانهم الكلام، مشيرة إلى أن الكتابة بشكل عام تساهم في فك عزلتهم. كما أن الرسائل القصيرة مع بعضهم تسهل عليهم الكثير من صعوبات الإعاقة.
الأمية أكبر عوائق الاتصال
غير أنه في ذات الوقت لايزال عدد غير ضئيل من الصم البكم يعانون من ظلام الأمية والجهل الناتجان، حسب محدثنا، تجاهل السلطات ونقص الاهتمام بهذه الفئة، ليكون عليهم في هذه الحالة الاتكال على الآخرين في هذه العملية. وفي هذا السياق تقول فاطمة، والدة سعاد، التي تعاني من الصمم منذ ولادتها أنها تقوم نيابة عن ابنتها التي تبلغ من العمر 34 سنة بمحادثة معارفها ومن ثم ترجمة المعلومات إلى الإشارات التي تفهمها ابنتها. ومن جهته يقول منير الذي يساعد والده الأصم في عمله المتمثل في النجارة من خلال الإجابة على مكالمات الزبائن وتسجيل طلباتهم وملاحظاتهم، أن والده يتأسف على عدم تلقيه تعليما أكاديميا يغنيه عن تكليف ابنه مشقة التواجد الدائم برفقته، ويساعده على الاتكال على نفسه وتحقيق الاستقلال الذاتي.
وفي ذات الإطار، يقول بوكروي محمد أن الفئة المتعلمة من الصم البكم تتميز بأكثر تفاعلية واندماج مع المجتمع، فالاتصال الناجم عن الاحتكاك بأفراد المجتمع من خلال الرسائل القصيرة من شأنه فك العزلة التي يعيشونها مع المحيط الذي لا هم يتقنون لغته الشفهية ولاهو يفك رموز إشاراته.
الهواتف الذكية ستساعدهم أكثر
وهناك هواتف متطورة تفيد كثيرا فئة الصم والبكم ، وهي هواتف ذكية مزوده بكم هائل من الصور ومزودة بشاشات كبيرة، وتتيح الخدمة الجديدة للصم والبكم الاتصال بالشرطة وشرطة النجدة والأجهزة الإعلامية والحديث مع المختصين بلغة الإشارة عند الحاجة، وستسهل الخدمة أيضاً تبادل الحديث بين البكم الذي يستطيعون قراءة حركة الشفاه والتفاهم مع غيرهم عبر الصور الحية .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إيمان مقدم
المصدر : www.al-fadjr.com