الجزائر

20 بالمائة من المسنين يتوفون نتيجة تعرضهم للكسور



20 بالمائة من المسنين يتوفون نتيجة تعرضهم للكسور
دعا البروفيسور مصطفى يعقوبي، أستاذ وباحث في العلوم الطبية، مختص في جراحة العظام بمستشفى «الأمين دباغين» في باب الوادي، النساء اللواتي تجاوزن عمر ال 50 سنة ودخلن مرحلة انقطاع الطمث، أو ما يسمى ب"سن اليأس" إلى التردد على الأطباء للحصول على أدوية من شأنها تقوية عظامهن بحكم أنهن أكثر عرضة للكسور مع التقدم في العمر مقارنة بالرجال.مع تغير نمط الحياة وتحسن المستوى المعيشي والصحي، ارتفعت نسبة المسنين في المجتمع الجزائري، حيث تصل معدلات الحياة إلى 90 سنة فما فوق، وفي النتيجة، أصبحت هذه الشريحة بعد وقوع الحوادث المنزلية، معرضة للإصابة بالكسور التي تؤدي حسب البروفيسور مصطفى يعقوبي إلى وفاة من 10 إلى 20 بالمائة من المسنين بعد تعرضهم لكسور مختلفة، وإخضاعهم للجراحة التي تعتبر علاجا حتميا.وأرجع محدثنا أسباب سقوط المسنين ألى الاتجاه الجديد الذي تبنته الأسر الجزائرية والمتمثل في الاعتماد على البلاط الزلج «دال دوصول» في كل الغرف والحمامات وحتى السلالم، إلى جانب الإكثار من الأثاث والزرابي التي تتسبب في سقوطهم، بالنظر إلى تراجع مؤهلاتهم الصحية كونهم مع تقدمهم في العمر تقل قدرتهم على الإبصار الجيد، وتتراجع إمكانياتهم السمعية، وتنخفض أيضا قدراتهم الإدراكية، الأمر الذي يزيد من إمكانية تعرضهم للسقوط، ومن ثمة التعرض للكسر بسهولة، لذا، يقول محدثنا؛ «أعتقد أن أفراد الأسرة مطالبون اليوم بأخذ الحيطة والحذر من خلال التكفل بمراقبتهم على مستوى المنازل، وتجنيبهم الاحتكاك بكل ما من شأنه أن يعرضهم للسقوط كالدرج مثلا، أو التعثر بالزرابي أو الاصطدام ببعض أثاث المنزل».ومن بين عوامل السقوط أيضا؛ الأمراض المزمنة، إذ يلاحظ أن أغلب المسنين مصابون إما بالسكري، ارتفاع الضغط الدموي، الروماتيزم وفقر الدم، هذا الأخير يتطلب من المريض المسن تناول أدوية متعددة تلعب دورا في التأثير على بعض قدراته، بالتالي تجعله أكثر عرضة للسقوط نتيجة الشعور بالدوار وما إلى ذلك من حالات فقدان التوازن، يقول البروفيسور يعقوبي.وفي رده على سؤالنا حول المكان الذي تقع فيه أغلب حالات السقوط التي يجري استقبالها في الوحدات الاستعجالية، يؤكد محدثنا أن 90 بالمائة من الحوادث التي يتعرض لها المسنون تقع في المنازل، فيما تقدر الحوادث التي تصيبهم نتيجة التعثر خارج المحيط المنزلي بنسبة 5 بالمائة، لذا في اعتقادي: "كل أفراد الأسرة مطالبون بأخذ الحيطة والحذر وتجنب كل ما من شأنه أن يتسبب في حادث سقوط، لأن الحديث عن سقوط مسن يحفز ظهور الكثير من الأمراض بهذه الشريحة الحساسة ويشرح البروفيسور يعقوبي ذلك بالقول: «عندما نتلقى على مستوى مصلحة «لمين دباغين» حالة مسن سقط ونتج عن ذلك تعرضه لكسر في أي مكان من جسمه، فإن العلاج لن يفيد في شيء، وتكون الجراحة هي العلاج الحتمي، غير أن هذه الأخيرة تتطلب من المريض أن يظل قابعا في السرير، ما يجعل بعض الأمراض تظهر عليه سريعا بسبب قلة الحركة، ولعل الشائع التقرحات والالتهابات الجلدية التي تصيب مختلف أنحاء جسمه التي ينام عليها، لذا نجد عددا كبيرا من هذه الفئة لا تتحمل هذه الوضعية بعد الجراحة وتتوفى متأثرة بألم الكسور، من أجل هذا، ننظر كمختصين إلى هؤلاء على أنهم حالة استعجالية ينبغي إسعافها سريعا، انطلاقا من هذا تظهر أهمية أن يتم حماية المسنين من كل ما يمكنه أن يتسبب في تعرضه لكسر، لا سيما ذلك الذي يحدث على مستوى الدماغ ويتسبب في إحداث نزيف يصعب التحكم فيه.يميز البروفيسور مصطفى يعقوبي من حيث خطورة الكسور التي تصيب المسنين بين الرجال والنساء ويقول: «إن المرأة التي تدخل مرحلة سن اليأس وتتراوح عادة بين 50 و55 سنة، تكون عظامها أكثر حساسية، ما يعني أنها أكثر عرضة للكسر بغض النظر عن حجم الحادث، على خلاف الرجال من الذين ترتفع احتمالات إصابتهم بالكسور بعد تجاوزهم سن الستين، لذا نوجه دعوة إلى كل النساء اللواتي دخلن مرحة اليأس بالتردد على الأطباء المختصين في العظام للحصول على أدوية تساعدهن على تقوية عظامهن وحمايتهن من خطر التعرض للكسور التي قد تصيبهن.تنتهي مهمة المستشفى بمجرد أن يفرغ الأطباء من إجراء الجراحة للمسن المكسور، غير أن معاناة المريض تبدأ بعد إلحاقه بعائلته التي قد يصعب عليها تقديم بعض الإسعافات الأولية له، وهي مهمة تلقى عادة على زوج المسن إن كان هو المصاب، أو على إحدى بناتها أو كنتها إن كانت المسنة هي المصابة، وأمام قلة الخبرة، وافتقارهم لأبسط المعلومات الإسعافية العلاجية، حيث ينحصر دورها في تقديم الطعام وتغيير الثياب، فكل ذلك ينعكس سلبا على المريض الذي يظل قابعا على السرير ولا يتحرك تجنبا للألم، الأمر الذي يعمق من درجة ألمه، يقول البروفيسور يعقوبي ويضيف: «لهذا أقترح كمختص في جراحة العظام أن يتم تشجيع الجمعيات التطوعية لتنشط في هذا الإطار، أي تتكفل بالإسعاف المنزلي للمريض المسن حتى لا تتعقد حالته الصحية، وهي تجربة لقيت نجاحا كبيرا في البلدان الأجنبية، حيث يتم إيفاد فرق شابة مكونة لإسعاف المسنين المكسورين في منازلهم وتفقد كل احتياجاتهم، بما في ذلك التكفل بالجانب العلاجي، كون كل المسنين يعانون من أمراض مزمنة، وهي التجربة التي نتمنى أن يتم تفعيلها في الجزائر لتجنيب هذه الفئة من المجتمع أكبر قدر من المعاناة «.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)