نشر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، مؤخرا، تقريره السنوي حول النزاعات عبر العالم، الذي يشير فيه إلى ارتفاع حصيلة ضحايا الصراعات منذ 2008، وتؤكد هيئة مراقبة الحروب العالمية أن نسبة النزاع المسلح قد انخفضت مقارنة بالحقبات التاريخية التي عاش العالم فيها دمارا شاملا بسببها، إلا أنها أكثر فتكا الآن منه على سابقتها، لتخلف ما معدله 654 ألف ضحية منذ 2008 إلى غاية 2014.حسب جريدة الشرق الأوسط الدولية، فإن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية المتواجد مقره بالعاصمة البريطانية لندن، فقد اندلعت 63 حربا قبل 7 سنوات، 42 منها حدثت السنة الفارطة. ورغم أن نسبة الحروب قد انخفضت من ناحية الكمية، إلا أنها تسري بطرق جد فتاكة، ما جعلها تخلف عدد كبيرا من الضحايا ارتفع لثلاثة أضعاف منذ 2008 وما جعل نسبتهم تعادل نسبة سكان بعض الدول. ليشير التقرير أنه من بين النتائج الجانبية لهذه النزاعات المسلحة هو سهولة الحصول على الأسلحة وإيذاء النساء والأطفال، ما جعل عائلات بأكملها تفر من بلدانها، كالعائلات السورية التي تعيش بصفتها لاجئة في عدد من بلدان العالم، ومن بينها الجزائر التي تولي أهمية لهذه الفئة منذ بداية الثورة في سوريا. ففي سنة 2013 تجاوز عدد اللاجئين 50 مليون شخص، ليبقى السكان المدنيون أكثر من يدفع ثمن هذه النزاعات المسلحة، وكذا المزيد من التفكك داخل الدول الشرقية، ما يؤدي إلى انهيار الخدمات الحكومية. ليؤكد تقرير للبنك الدولي أن أكثر من مليار شخص في العالم يتأثرون بهذا التوتر الأمني، ونسبتهم تساوي خمس سكان العالم. ليشير التقرير إلى ضحايا حرب المخدرات والجرائم، لتدفع دول العالم الثالث أكثر من 20 ألف ضحية كآخر تقدير. لتحقق الجزائر من جهتها تقدما بفضل الخطة التي اعتمدتها لمكافحة التوترات الأمنية التي تتسبب في هشاشة النظام الاجتماعي، وأبرزها أن ممثلة الصليب الدولي قد أكدت عبر زيارتها الأخيرة أن الجزائر متميزة في هذا المجال، وهذا ما منحها وساما أمام دول المنطقة التي تسجل أرقاما مرتفعة من الضحايا في النزاعات التي تعيشها، كما أنها أرضية آمنة للاجئين باختلاف جنسياتهم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/05/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سمية كحيلي
المصدر : www.al-fadjr.com