100 عائلة تحاصرها الثلوج كل شتاء تستنجد بالوالي

تتجدّد معاناة أزيد من 100 عائلة بحي سطارة، الواقع أسفل حي بزيوش بالمدية، عشية كل تساقط للثلوج أو الأمطار، حيث تقضي هذه العائلات القاطنة في بيوت قصديرية هشّة الليالي البيض خوفا من أن تلقى وأبناؤها مصير الطفلين اللّذين توفيا قبل عامين تحت الأنقاض بعد انزلاق التربة من أعلى الحيّ.وهي الحادثة التي لم تغيّر من واقعهم المرير شيئا سوى نقل ما لا يقل عن 17 عائلة نحو مفرزة للحرس البلدي بعين العرايس، التي تعاني هي الأخرى ظروفا قاسية هناك، سبق نقلها عبر صفحات "الشروق"، في وقت تبقى العائلات المتبقية بحيّ سطارة تعاني هي الأخرى من ظروف العيش المضني.
"الشروق اليومي"، زارت صبيحة أول أمس هذا الحيّ، الذي ولجناه بصعوبة بالغة نظرا إلى عزلته بسبب الثلوج المعتبرة التي تساقطت على المدية، ليلة السبت، حيث وقفنا على واقع أقل ما يقال عنه إنه كارثي. فالعائلات هنا بحي سطارة تقطن بيوتا قصديرية هشّة للغاية لا تقي من حرّ الصيف ولا من برد الشتاء، وجدناها غارقة حجراتها في مياه الأمطار، أشبه ما تكون بثلاجات جماعية، يرتجف بداخلها الكبير قبل الصغير بردا، حيث يعتمد السكان على قارورات غاز البوتان التي يجدون صعوبة بالغة في توفيرها، فضلا عن غياب ماء الشرب الذي يجلبونه بالدلاء من أحياء مجاورة، فضلا عن تزوّدهم بالكهرباء بطرق فوضوية، حيث تتقاطع الكوابل الكهربائية في مشهد يوحي بحجم الفوضى والمعاناة التي تعيش فيها هذه العائلات التي ألزمنا قاطنوها بنقل صرخاتهم إلى والي المدية، محمد بوشمة، مطالبين إياه بزيارتهم شخصيا والوقوف على حجم ما يعيشونه من معاناة ومن ثمّ التأكّد من أحقيّتهم في الحصول على سكن يحفظ كرامتهم في بلد العزّة والكرامة من عدمه.