- غياب شبه كلّي لليد العاملة المؤهلة وإهدار لمادة أوّلية ذات جودة عاليةتزخر بلادنا بثروة حيوانية هائلة قدّرها أهل الاختصاص بأزيد من 30 مليون رأس من الماشية بمختلف أنواعها من خراف و نعاج و ماعز و إبل و بقر و غيرها ما يمكّن المواطن الجزائري من استهلاك لحومها طوال السّنة لكن لا اللّحوم أشبعت البطون و لا الجلود ساهمت في تطوير الصّناعة المحلية و أصبح اعتمادنا على المنتوج المستورد سواء كان جاهزا أو على شكل مادّة أوّلية و تشير إحصائيات الاتحاد العام للتّجار و الحرفيين إلى أنه خلال عيد الأضحى ينحر الجزائريون حوالي 4 ملايين رأس من الغنم و الماعز و البقر و غيرها لكن للأسف الشديد نرى كل سنة جلود الأضاحي مرمية في القمامة و لا أحد يهتم لإهدار هذه الثروة الحيوانية الهائلة علما أنّ هذه الجلود تعدّ من أفضل الأنواع و أجودها بالعالم باعتراف أهل الاختصاص من منتجين و حرفيين.و بولاية وهران يوجد حوالي 125 مؤسسة متخصصة في صناعة الجلود من بين 31808 مؤسسة صغيرة و متوسّطة أنشأت إلى حدّ الآن أي ما يمثّل حوالي 0.4 بالمائة من النسيج الصّناعي، منها 5 مدابغ حسب أرقام مديرية الصّناعة و المناجم و هذه الأخيرة أصبحت مصدر تلوّث بيئي كبير ،و المشكل الأكبر المطروح حاليا هو انعدام وسط لاستقبال النفايات الصّناعية على مستوى مناطق النشاطات فينتهي بها الأمر في الطبيعة أو المناطق الرطبة المحميّة .و لمّا سألنا بعض مصممي الجلود بوهران أكّدوا بأن نشاطهم يتخبّط في أزمة كبيرة عنوانها انعدام اليد العاملة المؤهلة و خصوصا بمراكز التكوين المهني التي لا توفّر بعض الاختصاصات الضرورية في هذه الشّعبة كصناعة الأحذية .و حتّى مصانع البلاستيك لا يمكنها صناعة المادة الأولية التي يحتاجها مصممو الأحذية و هي "نعل الحذاء" ،و لهذا السبب يبادر منتجو الجلود إلى تكوين عمالهم داخل مصانعهم لكنهم سرعان ما يتركون الوظائف بحثا عمّا هو أفضل أو سعيا لفتح مؤسّسات مصغّرة يستغنون بها لذلك يشكو بعض منتجي الجلود بوهران من عدم استقرار نشاطهم .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/09/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حياة
المصدر : www.eldjoumhouria.dz