ترابط الأديان السماوية وتوافق رسالات الأنبياء حقيقة لا يمكن تجاهلها أو إنكارها ولكن الاختلاف بينها في تفاصيل العبادات والمعاملات كما جاء في الحديث: نحن معاشر الأنبياء أبنات علات ديننا واحد وشرائعنا مختلفة. والأنبياء بنيان واحد اكتمل بناؤه ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الآخر عن النبي صلى الله عليه وسلم: إنما أنا مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى جداراً فأحسن بناءه إلا موضع لبنة فجعل الناس يمرون فيقولون ما أحسن هذا البناء لولا هذه اللبنة فأنا تلك اللبنة.ولا أدل على لحمة الأديان السماوية وترابط أنبيائها من هذا اليوم الذي يمر بنا في هذا الشهر وهو يوم العاشر من شهر الله المحرّم أو ما يسمى عاشوراءً وما حصل من النبي صلى الله عليه وسلم عند مقدمه للمدينة وما رآه من صيام اليهود لذلك اليوم شكراً لله على نجاة موسى عليه السلام ومن معه وهلاك فرعون وقومه وقوله صلى الله عليه وسلم تلك المقولة الخالدة: نحن أحق بموسى منهم فصام صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم وأمر بصيامه.إنّ ترابط الأديان السماوية غير المحرّفة وتوافق رسالاتها لا يعني أن تلك الأديان غير الإسلام مقبولة الآن بل نسخها الإسلام وأبطل العمل بها ووصم متبعيها بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم بالكفر وأنّ عملهم غير مقبول. وما نراه اليوم من الدعوة إلى تقارب الأديان والتسامح الديني كما يزعمون كمصطلح الكفر والشرك يترتب عليها أحكام في الدنيا والآخرة. وليس معنى ذلك نشر العدوان أو ارتكاب الحماقات باسم الدين فدين الإسلام الذي أبطل تلك الأديان ووصمها بالكفر حدد طريقة التعامل مع معتنقيها وكيفية العيش معهم بكل وضوح وشفافية.والأديان السماوية غير المحرّفة السابقة للإسلام كلها تبشر بالإسلام ورسوله وتدعو أتباعها إلى اتباعه إذا ظهر. وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: نحن أحق بموسى منهم هو تصريح بمخالفة اليهود لتعاليم نبيهم موسى عليه السلام وهو إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أنّ دينه ودين موسى الأصيل شيء واحد كما في صريح الآية: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله).إنّ اليوم في هذا اليوم يوم عاشوراء هو تعبير عن الفرح بنجاة موسى عليه السلام واقتداء بسنة محمد صلى الله عليه وسلم وإظهار لتلاحم الأنبياء ومحبة المسلمين لهم جميعاً بخلاف أتباع الديانات الأخرى الذين يحقدون على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويكرهون دينه ويحقرون أتباعه.وفي خضم الفرحة بهذا اليوم العظيم يلبس الشيطان على طوائف أخرى ليجعلوا هذا اليوم يوم حزن وبكاء ويوم صراخ وعويل وجلد للذات وتعذيب للجسد ناسين أو متناسين عظم هذا اليوم وجليل فضله وأجر الصيام فيه والذي يكفر السنة الماضية لينأوا بأنفسهم بعيداً عن نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم تخليداً لحادثة تاريخية مع أنّ الحادثة الأولى وهي نجاة موسى وهلاك فرعون حدث مهم قلب الموازين في التاريخ البشري إلا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصمه أو يأمر بصيامه تخليداً للذكرى وإنما إظهاراً للشكر والفرح بنصر الله.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/10/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com