يومياته في السجن تراوحت بين الكمبيوتر والتلفزيون والدومينو وكتابة الأغاني ''كنت نيّة وعدد أصدقائي تقلّص''

 بدا الشاب مامي متأثّرا، وهو يسرد تجربته في السجن، من الموقف الذي اتّخذه منه بعض أصدقائه، قائلا إنهم كانوا يُعدّون بالعشرات، وباتوا اليوم يُعدّون على أصابع اليد الواحدة . بالمقابل، أكّد أن سجنه لم يؤثّر سلبا على شعبيّته، وأن جمهوره مازال يحبّه وينتظره بشغف.
وعن يومياته في سجن مولان الفرنسي، الذي قضى به 23 شهرا، قبل أن يُفرج عنه منذ أسبوعين، قال محمّد خليفاتي إنها كانت عادية رغم صعوبة وقساوة التجربة ، وأنها انقسمت بين الكمبيوتر، كتابة كلمات الأغاني، مشاهدة التلفزيون ولعبة الدومينو ، كما قال إنه تعرّف على بعض الأصدقاء، بينهم جزائريان. وأضاف: حاولت الاستفادة من تلك التجربة واستغلال وقتي قدر المستطاع، فقد تعلّمت الطبخ، وسجّلت في دروس خاصّة لتعلّم اللغتين الفرنسية والإنجليزية داخل السجن .
وقال مامي في زيارته لـ الخبر ، إن الشوق لابنه ووالديه وأقاربه ولجمهوره لم يفارقه طيلة تواجده بالسجن، كما ندم على بعض الأخطاء التي ارتكبها، قائلا: ندمت لأنني لم أتحلّ بالحذر، وكنت (نيّة) وأضع ثقتي في أشخاص تبيّن أنهم لا يستحقّونها، لكني اكتسبت حنكة وتجربة. واليوم أعتبر ما مضى لونا أسود في لوحة فنيّة .
وعاد مامي إلى ليلته الأولى بالسجن، واصفا إياها بالأصعب والأقسى في حياته، معترفا بأنه بكى بمرارة، وتساءل إن كان سيصبر على قضاء خمس سنوات كاملة فيه. مؤكّدا أنه لم يستطع استيعاب الموقف، لأنه لم يسبق له دخول السجن، أو حتّى الوقوف أمام القضاء باستثناء بعض القضايا البسيطة جدّا .
وكشف مامي بأنه لم يغنّ ولم يستمع إلى الموسيقى طيلة الفترة التي قضاها في السجن، بسبب انشغاله بأمور أخرى أكثر أهميّة، على حدّ تعبيره. لكنه اعترف بأنه لم يؤدّ فريضة الصلاة خلال فترة العقوبة، مرجعا ذلك إلى إيمانه بأن علاقة العبد بربّه لا ينبغي أن تكون مقتصرة على الأوقات العصيبة، معلّقا: أنا لم أصلّ في السجن، لأنني لم أكن أصلّي في وقت الفرج . مضيفا بأن علاقته مع الله كانت جيّدة على الدوام، وأنه وعد نفسه بالالتزام بالصلاة بعد الإفراج عنه، كما كشف عن عزمه أداء العمرة مستقبلا.