الجزائر

يمنيون يصبون جام غضبهم على "مأرب"



شكل المحتجون اليمنيون مجلساً انتقالياً من شخصيات معارضة أمس السبت لقيادة الجهود لمحاولة إجبار الرئيس علي عبدالله صالح على التخلي عن السلطة.وقالت مجموعات شبابية، كانت في طليعة 5 أشهر من الاحتجاجات المستمرة ضد حكم صالح المستمر منذ 3 عقود في مؤتمر صحفي، إن المجلس المؤلف من 17 عضواً سيضم الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد وزعماء عدة جماعات معارضة بينهم مقيمون في المنفى. واختار المحتجون اللواء عبدالله علي عليوة وزير الدفاع السابق ليكون قائداً للقوات المسلحة.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان المجلس الجديد سيحظى بالتأييد من ائتلاف أحزاب المعارضة الرئيسية التي تسعى أيضاً للإطاحة بصالح. وطالبت أحزاب المعارضة أيضاً بتشكيل هيئة انتقالية.
وكان صالح الذي يعالَج في السعودية في أعقاب محاولة لاغتياله في يونيو/حزيران الماضي قد تراجع 3 مرات عن توقيع خطة توسطت فيها دول مجلس التعاون الخليجي لإبعاده عن السلطة.
وعلى نحو منفصل قال نائب وزير يمني اليوم السبت إن الإمارات العربية المتحدة تعهدت بتقديم ثلاثة ملايين برميل من النفط إلى اليمن الذي يواجه أزمة وقود بسبب هجمات على خط أنابيب في الاضطرابات السياسية واسعة النطاق.
31 عملاً تخريبياً في "مأرب"
ووفقاً لمسؤولين حكوميين فقد تعرضت محطة الكهرباء الغازية بمأرب لنحو 31 عملاً تخريبياً منذ اندلاع الاحتجاجات، وتتهم الحكومة عناصر تابعة لتكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض بالمسؤولية عن تلك الأعمال، غير أن مصادر مستقلة ترى أن السبب الأكبر يعود لمسلحين قبليين لديهم قضايا لم يبت فيها ومطالب لم تنفذها الحكومة لهم مما يجعله يستخدمون أسلوب "لي الذراع" لإجبار الدولة على الإصغاء إليهم وفي أحيان كثيرة لابتزازها بغير وجه حق.
وفي منتصف مارس قام مسلحون من قبيلة عبيدة التي يتزعمها الشيخ علي الشبواني بقطع الأنبوب الذي ينقل النفط الخام إلى محطة رأس عيسى بالحديدة ومنها إلى مصافي عدن ليتم بعدها تغذية أرجاء اليمن باحتياجاتهم من الوقود.
وجاء ذلك الاعتداء على خلفية حادثة قتل نجل زعيم القبيلة والنائب السابق لمحافظة مأرب جابر علي الشبواني في يوليو 2010 بطائرة أمريكية من دون طيار، وتشير مصادر حكومية إلى أن الحادث وقع عن طريق الخطأ، وكان يستهدف عناصر من القاعدة.
وفي وقت لاحق أعلن الشيخ الشبواني أن مسلحيه هم من نفذوا عملية قطع أنبوب النفط وذلك من أجل الضغط على الدولة لكشف حقيقة مقتل نجله.
ومؤخراً توجه محافظ محافظة مأرب ناجي بن علي الزايدي بالاعتذار للشعب اليمني عما سببته تلك الأعمال التخريبية من قبل قلة قليلة من أبناء مأرب من أضرار بالغة وأزمات خانقة مست أهم متطلبات اليمنيين المعيشية والخدمية.
غير أن الصحفي شوقي العباسي قال ل"العربية.نت" إن ذلك الاعتذار لا يكفي، ولا بد من إجراءات رادعة لمن يقومون بالأعمال التخريبية التي تتصل بأهم مقومات الحياة.
ويضيف: "من سوء الطالع أن ترتبط ثروتنا السياحية والنفطية والكهربائية بمنطقة هي أقل وعياً وأكثر ارتباطاً بالعنف والتطرف والسلاح والاختطافات. اليمن بلد سياحي من الدرجة الأولى، لكن للأسف الشديد تعرض هذا القطاع الاقتصادي الهام لضربة قاصمة على مدى السنوات الماضية بفعل أعمال الاختطافات والقتل للسياح الأجانب من عناصر متطرفة يشتبه بانتمائهم إلى القاعدة وتعد مأرب واحدة من المعاقل الرئيسية لهم".
ويقول: "أما اليوم فإن الأثر السلبي تعدى ذلك ليصل إلى عصب حياة اليمنيين الوقود والكهرباء".
ويتفق معه المواطن محمد ناجي، وهو سائق سيارة أجرة فيتحدث ل"العربية.نت": قائلاً: "لو أن الدولة لم تتساهل مع هؤلاء من زمان لما كنا وصلنا إلى هذه النتيجة، أبناء محافظة مأرب أغلبهم يعيشون على التقطعات والقتل والابتزاز للدولة عبر اختطاف السياح أو تخريب المنشآت والمشاريع الحيوية، وللأسف فأن الدولة كانت دوماً ترضخ لمطالبهم، واليوم أعمالهم تجاوزت قتل السياح إلى قتل كل يمني في معيشته، منذ أن قطعوا أنبوب النفط وأنا أعيش مصيبة توقف سيارتي عن العمل بسبب انعدام الوقود وهكذا حال أغلب اليمنيين باختلاف أعمالهم ووظائفهم".
وفي المقابل يعتقد رئيس تحرير موقع "مأرب برس" الإخباري أحمد عايض أن الأزمة الخانقة التي يعيشها اليمنيون في الوقود والكهرباء وانعكاسات ذلك على المتطلبات المعيشية والخدمية الأخرى، هي أمور لها أبعاد سياسية ومن الظلم تحميل أبناء مأرب أوزارها.
ويتابع حديثه ل"العربية.نت" قائلاً: "أبناء مأرب بريئون كل البراءة من التهم المنسوبة إليهم في ما يتعلق بالشأن الاقتصادي، كما أن قبائل مأرب أكدت أنها مستعدة لحماية قاطرات الغاز والبنزين والديزل حتى إيصالها إلى تخوم محافظة صنعاء، بل إن المزارعين في مأرب تضرروا كثيراً من أزمة الديزل، وذهبوا إلى مسؤولي مصفاة مأرب ليظهروا تعاونهم من أجل حل أي معضلة، غير أنهم فوجئوا من مسؤولي المصفاة بأن لديهم توجيهات عليا بإيقاف العمل".
وأشار عايض إلى أن مالكي قاطرات بنزين وغاز وديزل من أبناء مأرب يتهمون قوات الحرس الجمهوري بمنعهم من الوصول إلى صنعاء.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)