الجزائر

يلعنون الأسد ونصر الله ولا يذكرون نتنياهو بسوء!



يلعنون الأسد ونصر الله ولا يذكرون نتنياهو بسوء!
لم تفاجئ إسرائيل العالم وصهاينتها العنصريون يدنسون الأقصى ويعتدون على المصلين ويحرقون السجاد والمصاحف، لأن ما تقوم به الآن هو حلقة من مسلسل قديم ولن ينتهي، ويفعلون ما يحلو لهم في مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما ما يدهش فعلا هو الرد العربي والإسلامي عموما ليس بالنسبة للأنظمة، وإنما بالنسبة للشعوب التي بدت مهتمة بكأس رابطة أبطال أوروبا وبحياتها الخاصة أكثر من اهتمامها بما يجري في القدس الشريف، بل إن الكثيرين مهتمون بسقوط الأسد وخسارة حزب الله أكثر من اهتمامهم بالانهيار الوشيك لبيت المقدس منذ أن زرعت الفتنة جذورها بمساعدة صهيونية في الأرض الإسلامية، ولم يعد من همّ بالنسبة لغالبية المسلمين سوى إيجاد عدو لهم بأية تسمية كانت، لجعله في مكان الذي جعله الله عبر قرآنه الكريم أشد الناس عداوة للذين آمنوا من عهد محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين.وكان المسلمون قد تلهّوا في سنوات سابقة بعدو أضعف شوكة من العدو الأول وهو إسرائيل وأمريكا الذين يدعمونهم في كل الحالات، وهو المعسكر الشيوعي، وعندما اهتز كيان الاتحاد السوفياتي الذي لم يتورط أبدا في القضية الفلسطينية بالسلب، فتشت لهم أمريكا عن عدو جديد فكان أن غيرت الشيوعية بالشيعة، وصار همّ الكثيرين الأول هو دحر الشيعة واعتبارهم الأكثر عداوة لكل المسلمين تحت ذريعة أن البعض منهم يسبون الصحابة ويقذفون أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما، بالرغم من أنهم هم والمعسكر الذي يسوّق لهم هاته الأحقاد، يسبون الرسول صلى الله عليه وسلم والله جل جلاله، ولا يهتمون بمسرى نبيه إطلاقا بالأرض الإسلامية المسلوبة من أفغانستان إلى العراق.وبلغ الأمر درجة أن بعض العلماء الكبار ومنهم الشيخ القرضاوي طالب بقتل الرئيس الليبي معمر القذافي وهلل لعملية قتله ولم يطلب أبدا قتل نتنياهو وقبله كبار زعماء الكيان الصهيوني من شامير إلى شارون، كما أن الكثير من المساجد في العالم الإسلامي يدعو خطباءها، بالموت لبشار الأسد والهزيمة للسيد حسن نصر الله اللذين لهما بالتأكيد أخطاءهما الكبيرة والجسيمة، ولا يدعون على الصهاينة وزعماء الصهيونية الذين تمكنوا من الأرض، ومن قهر المسلمين في كل مكان، حتى أن حرب تموز التي تصادم فيها جنود حزب الله بإسرائيل عام 2006، حاولوا اعتبارها مجرد مسرحية وأوهام للناس، كما سوّقوا سيناريوهات عن وحدة بين الأسد ونتنياهو لأجل تدمير سوريا عاصمة الخلافة الأموية، وتمكين إسرائيل من التوسع من الماء إلى الماء، فصار شعارهم نبدأ بالأسد وسوريا أولا، وتفتت الأمة بشكل مريع لم يسبق له مثيل، وهو ما جعل الإسرائيليين يقومون بعملية تدنيس الأقصى في شبه فسحة أو سياحة لا يجدون فيها حتى التنديد بما يقومون به.وتكاد كل البلاد العربية من المحيط إلى الخليج تعيش حراكا شعبيا ولكن بأبعاده السياسية الداخلية والإجتماعية، ولا أحد مهتم بما يجري في القدس، وكأن الأمر لا يعني أحدا، فقد كان في السابق الأنظمة هي التي تبحث عن مقاعدها على جثث شعبها، تنبطح للأمريكان وللصهاينة خوفا من حرب مدمرة أو عزل من الحكم، ولكن الشعوب حاليا صارت هي التي تشعل الفتن وتفتي في ما لا تعرفه، فصار في كل بيت من البيوت، مؤمن تقي وفقيه يحكم على ذاك الصوفي بالكفر واللعن، وعلى ذاك الشيعي بالكفر واللعن، أو على ذلك الإخواني، وتمزقت الأمة شيعا وفرقا، وصار الاختلاف ليس رحمة وإنما نقمة، ومن دون أن تبذل إسرائيل جهدا كبيرا تمكنت من القاعدة الاستعمارية القديمة فرق تسد.. من تفرقة الأمة والسيادة عليها في عاصمة الدين القدس الشريف، والجميع يعلم بأنه لو تم تحرير سوريا من نظام بشار الأسد، وتم القضاء على حزب الله وأمينه العام وكتم أنفاس إيران نهائيا أو إزالتها من الخريطة فإن الأمريكيين سيجدون للمسلمين من سنّة وغيرهم عدوا آخر، بمسمى آخر؛ ولكن المؤكد أنه لن يكون إسرائيل التي تعيث حاليا فسادا ودمارا في بيت المقدس، كما عاثت في زمن عدو المسلمين السابق المعسكر الشيوعي.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)