الجزائر


هو الملك ورجل الدولة السلطان أبو يحيى يغمراسن بن زيان، بايعه شيوخ زناتة وسكان تلمسان ملكاً عليهم سنة 633هـ، فأعلن استقلال المغرب الأوسط عن الدولة الموحدية متخذاً تلمسان عاصمة لمملكته.
عرف يغمراسن بشجاعته وتواضعه وذكائه، قال عنه ابن الخطيب أنه "أحد أحصل زمانه جرأة وشهامة ودهاء وجزالة وحزماً، مواقفه في الحروب شهيرة".
حكم تلمسان مدة ثمانية وأربعين سنة، عمل خلالها على توطيد حكمه وتحضيره لأبنائه من بعده. بلغت تلمسان في عهده أوج مجدها وغاية عزها فكثر عمرانها وامتدت أرجاؤها وازداد عدد سكانها.
شيد يغمراسن قصر المشور العظيم واتخذه مقراً لملكه ولحاشيته، وأسكن به رؤساء القبائل والعشائر من باب التشريف، ولكنهم كانوا بمثابة الرهائن لديه حتى يضمن طاعة وولاء أتباعهم. ومن إنجازاته تشييد باب كشوط عام 668هـ في الواجهة الغربية من سور المدينة، وتحصين المدينة، وبناء مئذنة الجامع العتيق وهو جامع أقادير، ومئذنة الجامع الكبير وهو جامع تاقرارت بعد أن وحد مدينتي أقادير وتاقرارت في مدينة واحدة تمتد من باب العقبة شرقاً إلى باب كشوط غرباً، ومن باب الجياد جنوباً إلى باب القرمدين شمالاً.
تعرض يغمراسن للعديد من المؤامرات الهادفة إلى قلب مملكته، ومنها تلك التي دبرها مرتزقة من النصارى خارج باب القرمدين سنة 662هـ، وكاد أن يكون ضحيتها، في حين قتل أخوه محمد أثناءها. وتعرضت تلمسان في عهده للغزو عدة مرات من طرف الحفصيين والموحدين والمرينيين على حد سواء. ففي عام 640هـ، غزا السلطان الحفصي أبا زكريا مدينة تلمسان وأرغم يغمراسن على الخروج منها للقائه، فهزمه واحتل المدينة ثم رجع إليها يغمراسن بعد أن تصالح مع الحفصيين مقابل دفع ضريبة سنوية مقدارها ألف دينار، وذكر اسمهم على المنابر في خطب الجمع والأعياد. وكان الزحف الموحدي في سنة 646هـ عندما قصد الخليفة الموحدي أبي الحسن السعيد، على رأس جيشه، مدينة تلمسان لاحتلالها والقضاء على الحلف الذي أبرمه يغمراسن مع سلطان تونس، وكان الانتصار حليف يغمراسن في معركة قلعة تامزدكت.
استولى جيش تلمسان على جميع أموال ومؤن وأسلحة الموحدين وعلى ذخائر نفيسة من بينها "المصحف العثماني" والعقد اليتيم المعروف "بالثعبان".
لم ينتظر المرينيون الذين ورثوا ملك الموحدين بالمغرب الأقصى، حتى تتنامى قوة يغمراسن ويعظم شأنه؛ فأسرع سلطانهم الأمير أبو بكر ابن عبد الحق المريني إلى قيادة الجيش المريني في واقعة نهر إيسلي قرب مدينة وجدة في أواخر عام 646هـ، فانهزم وولى أدباره وانسحب إلى المناطق الجنوبية وضواحي تلمسان وظل يغير على الجيوش المرينية إلى أن وافته المنية عام 681هـ 1.

1 : أنظر: لسان الدين بن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، مج 1، القاهرة: 1940. ابن مريم، البستان، تحقيق محمد بن أبي شنب، الجزائر: المطبعة الثعالبية، 1908.


نتهçهنخ
بلياقو سعاد - لا شيء - وهران - الجزائر

16/04/2012 - 30628

Commentaires

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)