تستعد ولاية معسكر لاحتضان إرث وتاريخ مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، الأمير عبد القادر، بإنشاء متحف وطني يضم كل ما يتعلق بمسيرة الأمير الشخصية والنضالية، تقديرا وعرفانا بالدور الكبير الذي لعبه هذا القائد الفذ في مواجهة الاستعمار الفرنسي وإسهامه في الحفاظ على كرامة الشعب الجزائري.
المتحف تم الكشف عنه خلال الزيارة التي قادت الوفد الذي شارك ضمن فعاليات الملتقى الدولي الخاص بالأمير عبد القادر، رفقة الأسرة الإعلامية، إلى ولاية معسكر مؤخراً، حيث يعتبر مكسبا هاما يضاف الى سلسلة المتاحف الوطنية التي تحفظ ذاكرة الأمة الجزائرية، كما وضع له تصميم هندسي مميز انطلاقا من القوس ذي الملمس الملون الذي يسجل حضور المتحف بوسط المدينة، وكذا الزجاج المغطى بجلد من شرائح خشبية بأشكال هندسية من التراث الهندسي الجزائري. أما الجهة الشرقية فتتكون من سلسلة من ثلاثة مكعبات، إلى جانب وحدة تخزين حيوية، وحديقة كبيرة معطرة بمختلف الروائح تعبيرا عن السلام والوحدة. المتحف يسكون عرضا دائما لحياة الأمير، من خلال المعرض المحدد بثلاث مكعبات تمثل المحطات الثلاث من حياة الأمير عبد القادر، انطلاقا بمحطة حياة الأمير قبل 1830، والتي تجسدها القاعة البيضاء، فيما تُمثل مرحلة الاستعمار والمقاومة الصلبة التي قادها الأمير بالقاعة الحمراء، واختير أن يرمز إلى مرحلة حياة الأمير في أرض المهجر ويحتضن إرثها داخل القاعة الخضراء. كما يتم تغليف المكعبات الثلاث من الجهة الخارجية بطبقات من الرخام المزين بالخط العربي الأصيل.
ويظهر المخطط كيف يمكن تحويل القاعات الثلاث إلى تجاويف تسمح بالحصول على تصاميم سينوغرافية ترسم منشآت مختلفة بالوسائط المتعددة، كما يحتضن الرواق الذي يجمع القاعات الثلاث معرضا جداريا على حوافه وعبر المنافذ التي تتوفر على واجهات زجاجية، ما يعكس العرض على كامل الحديقة.
وسيتم غرس وسط الحديقة شجرة الدردار، تمثل شجرة العائلة، وهي تذكار هام يقف عند ذاكرة جماعية تتعلق بمبايعة الأمير عبد القادر، ويعبر الحديقة فناء من الرخام يمنح مكانا طوليا يسمح باحتواء أكثر من ألف شخص للمشاركة في أحداث مختلفة. ويتوسط المكان نصب تذكاري على شكل نجمة يرمز للأمير عبد القادر، بالإضافة إلى قاعة تتسع لـ 450 مقعدا، يمكن أن تستغل كمكتبة أو مركز للوثائق يكمل العمل المباشر للنشاطات البحث التي سيعمد المتحف القيام بها. ويحتوي المتحف مدخلين أساسيين، الأول يتوسط القوس وفي محور النصب التذكاري ويقود الى الخارج على امتداد الفضاء العام، أما المدخل الثاني فسيكون جانبيا يقود إلى مختلف نشاطات المتحف.
الإنجاز المنتظر يساهم في رفع الرصيد الثقافي الجزائري ويحفظ ذاكرة الأجيال السابقة وإرث الجزائر الثقافي والحضاري من الزوال وتوريثه للأجيال القادمة، خاصة أنه سيأتي على شكل العلم الجزائري.. وما يحمله من رمزية لكل من ضحوا بأنفسهم في سبيل تحرير هذا الوطن من بطش المستعمر الفرنسي الغاشم.
حياة سرتاح
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com