تعددت الحيل والغاية واحدة.. وكسب أكبر قدر ممكن من المال يبرر كل الوسائل المتاحة.. ولو بلبس ثوب الفقر وادّعاء الإعاقة الجسدية.. تسقط هذه العبارة على ما يحدث في مدينة تيبازة، وتحديدا قبالة مساجدها المعروفة، بسبب احتلال فتيان وفتيات، وأحيانا رجال مفتولي العضلات، أبوابها وساحاتها، يتسوّلون بعنوان ''معاقين مزيفين''.
يروي شهود عيان لـ''الخبر'' قصة رجل قوي البنية، أسمر البشرة، يطوف على العديد من المساجد في شكل أعرج وملتوي اليدين، يستوفي، حسبهم، كل شروط الإعاقة. لا يفارق أبواب المساجد، وينتظر انصراف المصلين عقب كل صلاة، ليطلب منهم الإعانة المادية لإجراء عمليات جراحية وإعالة أسرته، وظل ينتهج تلك التمثيلية إلى أن شاهده حارس مسجد بمدينة بواسماعيل وهو يمشي بشكل طبيعي نحو سيارة فاخرة أتت لتنقله!
وقال آخر أن شيخا ظل يتظاهر بالعمى، يتنقل بين مساجد البلديات عبر سيارة أحد أقاربه، حيث يقضي أيامه متنقلا بين المساجد خمس مرات في اليوم ويغير المساجد بسرعة، وظل يردد الدعوات والمناشدات للمصلين حتى يمنحوه مبالغ هامة تأثرا بالرواية المأساوية التي ينطق بها لسانه، إلى أن فوجئ برجل التقى به وهو يشحذ في وسط مدينة حجوط، أعطاه مالا ووعده بالكف عن مد يده، ووعده بالتكفل بحالته الصحية في عيادة خاصة، حيث لم تمض سوى ساعات حتى شاهده يكرر نفس الرواية على مسامع مصلين في مسجد بالقليعة ويتنقل مبصرا على غير الحالة التي كان عليها في حجوط.
وبالطريقة ذاتها، أكد مصدر موثوق أن سيارة تحمل ترقيم العاصمة تحمل نساء وشيوخا وتوزعهم على مساجد عمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد، والمسجد العتيق ببواسماعيل قبل دقائق من أوقات الصلاة، يتظاهر جميعهم بإعاقات متنوعة، ويقودهم صبيان صغار، ينتظرون خروج المصلين لطلب الصدقة، ثم يختفون في أزقة ضيقة، حيث تأتي السيارة لتنقلهم نحو مسجد النور بحجوط، ثم المسجد المركزي بالدواودة ومساجد أخرى في زرالدة وسطاوالي، غربي العاصمة. وقد انكشف أمر إحدى الفتيات في وقت سابق أمام مسجد عمر بن الخطاب ببواسماعيل، حيث كانت تأتي على متن سيارة من نوع ''أكسنت'' (طاكسي)، وتختار صلاة المغرب وتمكث إلى غاية صلاة العشاء وتردد رواية عن مأساة اجتماعية تعيشها رفقة عائلتها وبصوت يهز المشاعر. وبتلك الطريقة، تحصلت على مبالغ هامة، قبل أن يتفطن لها مواطنون تتبعوا خطواتها إلى أن استقلت سيارة الأجرة تتعامل مع مالكه.. مثلما بيّنت ذلك تحقيقات أمنية فتحت لهذا الغرض.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/09/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : تيبازة: أحمد حمداني
المصدر : www.elkhabar.com