من المنتظر أن يحل الرئيس التونسي المنتخب حديثا الباجي قايد السبسي، غدا في القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين، ليختار بذلك الجزائر كأول وجهة خارجية له كرئيس للجمهورية التونسية بعد الثورة في زيارة تدوم يومين كاملين سيصطحبه فيها وفد هام من المسؤولين ورجال أعمال، وتهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في ظل التطورات الراهنة التي تحيط بالمنطقة والتي تأتي في مقدمتها الأزمة الليبية وتأمين الحدود المشتركة من الجماعات الإرهابية الناشطة فيها. كما سيبحث المسؤولون التوانسة عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما في مجال التجارة والخدمات والسياحة وكذلك تنقل الأشخاص والبضائع.ويتوقع المراقبون أن تزدهر العلاقات بين الجزائر وتونس، حيث باركت الجزائر فوز السبسي لقيادة تونس في جمهوريتها الثانية بعد أن تمكن التونسيون من أن يرسوا ببلدهم إلى بر الأمان في مرحلة انتقالها الديمقراطي. وحسب قراءات سياسية، فإن الجزائر تبحث في تونس عن شريك استراتيجي هام تنسجم سياساته والداخلية الخارجية مع الرؤى الجزائرية بعد أن ضاق أصحاب القرار في الجزائر ذرعا من بعض سياسات الرئيس السابق منصف المرزوڤي الذي جر تونس إلى الانخراط في أحلاف ومحاور كانت في غنى عنها، على غرار محور تركيا وقطر في مواجهة محور السعودية والإمارات، إضافة إلى انحيازه إلى المحور التركي الخليجي ضد سوريا، وإقدامه على إغلاق سفارة سورية في تونس واحتضان مؤتمر لأصدقاء سوريا متجاوزاً بذلك سياسات الجوار الجزائرية، التي تدعو إلى الحوار في قضايا النزاع الإقليمية والدولية وترفض التدخل في الشؤون الداخلية للحكومات والدول، ناهيك عن موقفه الملتبس بشأن قضية الصحراء الغربية التي قال إن قضيتها جمدت مشروع المغرب العربي، وهو موقف اعتبرته الجزائر في صالح الأطروحات المغربية فهل سيصلح السبسي ما أفسده المرزوڤي؟ خصوصا أن الرجل الأول في تونس اليوم يتمتع بعلاقات طيبة مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تعود إلى 48 سنة خلت وتحديدا سنة 1967 حينما تسبب السبسي بشكل غير مباشر في أول أزمة بين تونس والجزائر بعيد الاستقلال حينما استقبل قائد أركان الجيش الشعبي الوطني الطاهر زبيري إثر محاولة فاشلة للأخير للانقلاب على الرئيس الهواري بومدين أنذاك، حيث سهل السبسي الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية في عهد بورڤيبة خروج أمن لطاهر زوبيري من تونس نحو سويسرا مما أثار غضب القيادة السياسية في الجزائر، الشيء الذي اضطره إلى القدوم نحو الجزائر لتقديم شروحات رفض بومدين الاستماع إليها وأحاله على وزير خارجيته عبد العزيز بوتفليقة ليكون أول لقاء بين الرجلين اللذين حافظا على الود بينهما، هذه العلاقة بين السبسي وبوتفليقة سمحت للأول بالتوجه إلى الجزائر، مباشرة بعد تسلمه رئاسة الحكومة في فيفري 2011 ليتحصل من بوتفليقة على دعم سياسي قوي ومساعدات مالية بملايين الدولارات أنقذت البلد الجار الذي كان على حافة الهاوية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/02/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : هشام حدوم
المصدر : www.elbilad.net