الجزائر

يحدث منذ سنوات في شواطئ بواسماعيل أطفال يقضون عطلتهم في التنقيب عن الديدان وبيعها للصيّادين



بأنامل طرية وسواعد نحيفة، يقضي بعض الأطفال عطلتهم الصيفية في التنقيب عن الديدان في عمق رمال شاطئ بومعزة ببواسماعيل في تيبازة، حيث ينزلون منذ ساعات الصباح الباكر ليتنافسوا على الحفر على طول الشريط الرملي، للظفر بأكبر عدد ممكن من الديدان التي تتكاثـر في طبقات الحشيش المردوم بين الرمال، قصد بيعها للصيّادين.
 يتنافس أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 7 و10 سنوات في حفر خنادق ضيقة يتراوح عمقها ما بين 50 و70 سنتيمترا وباستعمال أطراف أصابعهم، وذلك لمطاردة الديدان البحرية التي تعيش على طول شاطئ بومعزة وتتكاثـر بين طبقات الحشيش المتراكمة منذ عشرات السنين بين الرمال.
ويجتهد الفتية في الإمساك بأكبر قدر ممكن من الديدان التي تتسلّل بين الحجارة والرمال، ثـم يضعونها داخل علب بلاستيكية صغيرة لعرضها للبيع على زبائن معروفين، وهم الصيّادون الهواة، ويقضي هؤلاء أربع إلى خمس ساعات لملء علبة بأكثـر من 100 دودة، يتراوح طولها ما بين 3 إلى 5 سنتيمترات.
''الخبر'' اقتربت من أقدمهم في ''الحرفة''، وهو أمين، 13 سنة، يقيم بأحد البيوت القصديرية بمنطقة بومعزة، والذي أكد أن جمع الديدان سيطر عليه منذ سنوات، خصوصا في العطلة الصيفية، حيث تؤمّن له مصروف اليوم الذي يساعد بها عائلته ويجتهد في بيع العلبة الواحدة بـ300 دينار لأشخاص يقصدونه من العاصمة وغيرها عصر كل يوم، فيجدونه في انتظارهم لشراء ما يطلق عليه ''الطعمة'' أو ''لا مورس'' قصد استعمالها في عمليات الصيد التي يمارسونها على طول الشريط الساحلي للمنطقة.
أما نبيل الذي يبلغ من العمر 11 سنة، فأكد لنا أن له زبائن دائمين، مضيفا أنه يضاعف من عمليات الحفر اليدوي التي تنطلق من السابعة صباحا إلى غاية الرابعة مساء، لتأمين أكبر قدر من الديدان ووضعها في مكان بارد حتى لا تموت إلى غاية حلول الليل، حيث يزداد الطلب عليها من طرف ''أصحاب الصنارة''، خصوصا القادمين من البليدة والجزائر العاصمة، والذين يفضلون شراء ''الطعمة'' دون إضاعة الوقت في التنقيب عنها ويقدمون أسعارا إضافية لهؤلاء الأطفال، خصوصا في الأيام التي يكون فيها الصيد ممتعا، حيث قال منير إنه يكسب أحيانا 600 دينار وأكثـر، يمنحها لوالدته. ورغم المتعة التي يجدها هؤلاء الأطفال في ممارسة هذا ''النشاط'' الموسمي، إلا أن آثـاره على أجسادهم الطرية لا يخفى على أحد، حيث لا ينقضي فصل الحرارة حتى تحترق أطرافهم ووجوههم من أشعة الشمس، وتهترئ أناملهم من كثـرة الحفر اليدوي، لكن ذلك يهون قبالة فوزهم ببعض المال الذي يعتمدون عليه عند انتهاء العطلة الصيفية لتأمين جزء من مستلزمات الدخول المدرسي. 


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)