الجزائر

يتخفي وراءها لكسب المزيد من الأنصار وتسويق إمكانياته المستقبلية اقتباسات بلخادم عن نصوص بوتفليقة حولته إلى صدى بدون روح



تأكد مرة أخرى أن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، انتقل من مرحلة تقليد رئيس الجمهورية في نوعية الخطاب السياسي إلى مرحلة استنساخ كلماته وعباراته حرفيا، وهو ما تأكد مرة أخرى من جيجل، وهو يعيب على الأحزاب المعارضة التي انتقدت أداء الآفلان، حيث لم يجد أحسن من عبارات الرئيس في التعبير عن ذلك قائلا “هناك أحزاب بقدر ما يخف وزنها يعلو صوتها”، ما سوق فكرة أن بلخادم أصبح صدى الرئيس حتى وإن لم يشفع المقام والزمان لاقتباس تلك النصوص.   وقد تركت هذه العبارات التي استعملها الأمين العام للحزب عند الرد على الأحزاب التي انتقدت أداء الآفلان، من ولاية جيجل،  انطباعا أن بلخادم ذهب بعيدا في تقليد الرئيس وأصبح يجتهد في تقفي خطاه والاستعانة علنا بمقتطفات من خطاباته، آخرها تلك التي وجهها للطبقة السياسية وهو يعلن عن افتتاح السنة القضائية بالعاصمة. ولم يحقق بلخادم بخرجته هذه أي استثناء، فقد درج في الآونة الأخيرة على  تقليد الرئيس في نوعية الخطاب السياسي، حيث كان الخطاب السياسي الذي ألقاه مثلا وهو يفتتح الدورة العادية للجنة المركزية للحزب المنعقدة بزرالدة، بداية ديسمبر،  مشابه في أبوابه وفصوله للخطاب الرئاسي أكثر منه للخطاب الحزبي، والدليل أنه دجج خطابه بجميع النقاط التي تهم الشأن العام والمواقف التي تتعلق بالدستور والأحزاب والإصلاحات والمرأة والشباب وغيرها من النقاط الأخرى، حيث لم تشفع الانشقاقات التي يعيشها الحزب، ولا حتى موضوع الدورة المخصص للانتخابات المقبلة 2012، في حجز حيز محترم من الخطاب الإجمالي للأمين العام للحزب. وحتى وإن كان من العادة ألا يقتصر خطاب قادة الأحزاب السياسية على الشأن الداخلي فقط، لاسيما إذا كانت تشكيلاتهم في نفس حجم الآفلان، إلا أن ذلك لا يمكن أن يبرر بأي شكل من الأشكال تهميش الشأن الحزبي وجعله في ذيل الترتيب، بحكم الأدبيات الحزبية والأعراف التي تربط رئيس الحزب بمناضليه، الذين ينتظرون منه توضيحات حول نقاط معينة خلال الاجتماعات الدورية للحزب. ويظهر تمسك الأمين العام للأفلان بهذا النوع من الخطاب السياسي الذي يكتسي عنصر الشمولية، أن تعلقه بمستقبل سياسي أكبر من دائرة الآفلان، اقتران عقارب ساعته وقصر المرادية،  أما اقتباسه لنصوص الرئيس وعباراته، علنا، فتظهر في مضمونها تخفيه وراء برنوس الرئيس، والتذكير الضمني بأنه ممثله الشخصي الذي انتدبه من بين العديد لتمثيله في مهام عديدة. والمؤكد أنه حتى وإن كان بلخادم قد حقق أو سيحقق نتائج من نوعية الخطاب الذي تبناه مؤخرا، فإن كارزماتية القادة السياسيين تصنعها الخطب المتصلة بشخصيته المستقلة، لأنها تحمل روحهم وتحافظ على جوهر أفكارهم، وليس خطبا مقلدة تنتهي مدة صلاحياتها بتشميع مواعيد انتخابية وتصبح مجرد كلمات بدون أي معان. شريفة.ع /ياسين. ب 


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)