الجزائر

ياسف "يأسف" على الاستقلال



ياسف
قال المشكوك في جهاده، ياسف سعدي، في لقاء مع قناة "فرانس 24"، بنبرة متأسفة، إن الاستقلال لم يأت بشيء، ولم ننجز شيئا ولا ننتج شيئا، ونحن نستورد كل شيء.
لم أكن أعلم أيها "المجاهد" أن الجزائر الفرنسية التي تتأسف عليها اليوم، كانت تنتج السيارات والطائرات، وكل أنواع الصناعات وأن كل ذلك ذهب مع ذهاب فرنسا!
فالذي يبكي على "نعمة الاستعمار" ما عليه إلا الذهاب والالتحاق بأسياده هناك. لكن ما الذي عرقل تحقيق الإنجازات والاستقلال الاقتصادي والثقافي عن فرنسا، غير أمثالك الذين نهبوا كل شيء في الأرض، ولم تكفهم بطاقة مجاهد وراتبه، بل أتوا على الأخضر واليابس، وما زالوا كذلك حتى في هذه السن المتقدمة.
ياسف سعدي، الذي قال في تصريح له في بداية الاستقلال إن الذين استشهدوا "راحت عليهم" والذين بقوا أحياء "دبروها"، ما يعني أنهم محظوظون، يبدو أنه أكبر المحظوظين، وأكبر من استفاد من نعمة الاستقلال ومن كل مزاياه، مع أنه لم يقدم شيئا للثورة مقارنة بأسياده من الشهداء والمجاهدين الحقيقيين. فالذي زرع قنبلة، وتخلى عن رفقائه في السلاح ليس كمن واجه المدافع والطائرات في الجبال.
ومن جهته قال المجاهد الكبير، ووزير المجاهدين الشريف عباس، أول أمس لدى تدشينه لصالون الإنجازات، وهو يعدد ما أنجزته جزائر الاستقلال، إنه رغم كل هذا هناك من يجحد كل ما حققناه في هذه الفترة.
فالمجاهد الحقيقي مثل المجاهد المشكوك فيه، كلاهما راحا يبحثان عن مبررات للاستقلال، أو عن الخطأ الذي ارتكبناه عندما حاربنا الاستعمار ولم نستفد من الاستقلال.
فهل التوق إلى الحرية بحاجة إلى مبررات، ومن قال إن نعمة الاستقلال صارت عندنا ندما لأننا لم ننجز ما كنا لننجزه تحت حذاء فرنسا، ماعليه إلا المغادرة. فالمجاهد الحقيقي ما كان ليندم على استعمار إبادي مثل الاستعمار الفرنسي، لكن من حق ياسف سعدي أن يقول كلاما كهذا، فهو لم يذق مرارة الظلم التي كان يتعرض لها الجزائريون في القرى والمداشر، وهو الذي لم يقو على إمضاء ليلة في نزل بقرية من قرى ڤالمة عندما استضافته جامعتها للحديث عن جهاده.
يا وزير المجاهدين لسنا بحاجة لنقول لمن ندموا على "رخص" فرنسا، أننا أصبنا عندما كافحنا من أجل الحرية. وهذه الإنجازات شاهدة على ذلك.
لو طرحنا السؤال على من اكتووا بنار الاستعمار في قرى وجبال الجزائر، لقالوا "نسف التراب، ونأكل العشب، ولا نعيش يوما واحدا تحت قهر فرنسا".
فهل بعد خمسين سنة من الاستقلال، والآلاف من التضحيات، نندم على فرنسا ونندم على الاستقلال لأننا لم ننجز شيئا؟!
الحقيقة الوحيدة التي لا يجب أن نختلف حولها اليوم هي شرعية الثورة، وحقنا في الاستقلال، عمّرنا أم لم نعمر، صنعنا أم لم نصنع شيئا. ولا يندم على استقلالنا عن فرنسا إلا الخونة وأبناء الخونة؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)