... ويسألونك عن الباك!!؟

يمكن أن نقول أن امتحان البكالوريا أصبح في الجزائر ظاهرة اجتماعية وليس تربوية تعليمية فحسب، وأصبح اجتياز هذا الامتحان من أول أولويات الأسر الجزائرية وليس أولوية لأبنائها المعنيين بالأمر، وغدا نيل هذه الشهادة محل تنافس وتباه وتفاخر بين الأولياء تقام على (نخبها) الأفراح والأعراس في أفخم الفنادق والقاعات، وصار بذلك نيل الشهادة هو الهدف بحذ ذاته وليس كم المعارف والمدارك التي تحصل عليها الطالب طيلة مشواره الدراسي، كما هو الحال لدى الأمم التي تقدر العلم وتحترم الدراسة والمعرفة، لذلك أصبح الغش بمختلف أشكاله وسيلة يمتطيها أبناؤنا، حتى أنها تكاد تكون قاعدة وليس استثناء، وصار التردد على المشعوذين والرقاة وكاتبي الحروز أمرا اعتياديا، وتعدى الأمر هذا كله ليصل إلى المحتالين والمزورين وعديمي الضمير الذين يتاجرون بكل شيء من أجل الربح السريع، فيبيعون الوهم للممتحنين، وهكذا فقد ابتذلت في السنوات الأخيرة شهادة البكالوريا وضعف مستوى طلبتنا الجامعيين بشكل رهيب، حتى أن الأجيال السابقة لجيل العشريتين الأخيرتين تؤكد على أن شهادة التعليم الابتدائي في زمنها أفضل من البكالوريا (أخر زمن)... إذا كنا نريد فعلا اللحاق بالأمم المتحضرة المتطورة علينا أن نربي أبناءنا على عدم الغش وأن نقنعهم بأن شهادة البكالوريا ليست غاية في حد ذاتها، ولكن الغاية والهدف هو ما تحصلوا عليه من علوم وآداب وما درسوه وتعلموه أثناء مسيرتهم الدراسية، وعلينا كأولياء ألا نغتر ونفرح لنجاح مزيف وتفوق مغشوش، وألا نعطي لهذه الشهادة رغم أهميتها هذه الهالة وألا نمارس الضغط على نفسية أبنائنا المتمدرسين، وأن نتأكد من أمر مهم ومهم جدا، وهو أن النجاح في الحياة وبناء أسرة سليمة سوية هو الهدف الأسمى، وأن الهدف الذي تسعى إليه كل وزارات التربية في العالم هو إعداد مواطن صالح وفرد مستقيم.. وكل عام وأبناؤنا والجزائر بخير