انّ أَوَّلَ بَيْت وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ *فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران:97 96]يذكر من فضائل هذا البيت أن من دخله كان آمنا. فهو مثابة الأمن لكل خائف. وليس هذا لمكان آخر في الأرض. وقد بقي هكذا مذ بناه إبراهيم وإسماعيل. وحتى في جاهلية العرب وفي الفترة التي انحرفوا فيها عن دين إبراهيم وعن التوحيد الخالص الذي يمثله هذا الدين .. حتى في هذه الفترة بقيت حرمة هذا البيت سارية
كما قال الحسن البصري وغيره:_كان الرجل يقتل فيضع في عنقه صوفة ويدخل الحرم فيلقاه ابن المقتول فلا يهيجه حتى يخرجس ..
وكان هذا من تكريم اللّه سبحانه لبيته هذا حتى والناس من حوله في جاهلية! وقال _ سبحانه _ يمتن على العرب به:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}[العنكبوت : 67]
وحتى إنه من جملة تحريم الكعبة حرمة اصطياد صيدها وتنفيره عن أوكاره وحرمة قطع شجرها..
وفي الصحيحين _ واللفظ لمسلم _ عن ابن عباس- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه _ صلى اللّه عليه وسلم _ يوم فتح مكة : (إن هذا البلد حرمه اللّه يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة اللّه إلى يوم القيامة. وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي ولم يحل لي إلا في ساعة من نهار. فهو حرام بحرمة اللّه إلى يوم القيامة لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا تلتقط لقطته إلا من عرفها ولا يختلى خلاه ... الخ)
فهذا هو البيت الذي اختاره اللّه للمسلمين قبلة .. هو بيت اللّه الذي جعل له هذه الكرامة.
وهو أول بيت أقيم في الأرض للعبادة. وهو بيت أبيهم إبراهيم. وفيه شواهد على بناء إبراهيم له. والإسلام هو ملة إبراهيم.
فبيته هو أولى بيت بأن يتجه إليه المسلمون. وهو مثابة الأمان في الأرض. وفيه هدى للناس بما أنه مثابة هذا الدين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/08/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com