الجزائر

وماذا عن "الخبراء الوهميين" في القنوات التلفزيونية الجزائرية؟!



وماذا عن
حاتم الجمسي، هذا الاسم تردد كثيرا في الساعات الماضية، ليس باعتباره "خبيرا في السياسة الدولية"، مثلما جرت عليه العادة حين تم استقباله أكثر من مرة، من طرف عدد من الفضائيات المصرية والعربية لكن ك"طباخ وبائع للسندويتشات" في مطعم بنيويورك، حيث تبين أن المحلل السياسي لم يكن سوى طاه بسيط.. فأين الخلل هنا، في الرجل أم في القنوات التي جعلت منه خبيرا؟!الواقع، أن هذه ليست المرة الأولى التي يثار فيها هذا الموضوع، فقد سبق للعديد من الخبراء الحقيقيين والمهتمين بدراسة وسائل الإعلام، التنبيه إلى قضية الاستعانة بأشخاص وتقديمهم على أساس أنهم "خبراء" وهم في واقع الحال أبعد بكثير عن تلك الخبرة العلمية أو المعرفة الدقيقة بتفاصيل الملفات.
ولولا صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية التي نشرت موضوعا عن حاتم الجمسي لاستمرت القنوات التلفزيونية في استقباله، ولاستمر في تحليل السياسة الدولية والشأن العام بأمريكا دون حرج، وإن كان حاتم ليس بالسوء الذي قد يتصوره البعض، بل يمكن اعتباره أقل الخبراء الوهميين سوءا، فهو لديه ليسانس آداب من جامعة مصرية، وقد حصل على بعض الدروس في أمريكا وهو بحسب تصريحاته يستعد لدراسة الماجستير في أمريكا!.
واختارت "نيويورك تايمز" عنوانا تهكميا "امسك سندويتش البيض، التلفزيون المصري يتصل" حيث ذكرت أن الجمسي (48 عاما)، الذي يعمل صانع (ساندويتشات) بولاية كاليفورنيا الأميركية، تمكن من الاستحواذ على اهتمام قنوات تلفزيونية مصرية خاصة، مثل "سي بي سي" و"أون تي في"، وأخرى رسمية، مثل "النيل"، لتقديم تحليلات بخصوص أبرز قضايا السياسة الأميركية والشرق الأوسط، وحتى تلك المتعلقة بكوريا الشمالية.

ماذا عنا في الجزائر؟
الأمر لا يقتصر على هذه الحالة المصرية التي تثير السخرية وإنما في الجزائر الكثير من أدعياء الخبرة والإلمام بالمواضيع والملفات، سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم حتى أمنية، وهم لم يدرسوا أبدا بل وبعضهم لا يعرف القراءة والكتابة لكنه يظهر على الشاشات باعتباره "أحد الخبراء"؟!
وفي هذا الصدد، يقول عبد الرحمن سعيدي، وهو كاتب وسياسي، إن كثيرا من الخبراء الذين يظهرون على القنوات التلفزيونية الجزائرية ليسوا خبراء أصلا: "فمن هو هذا الخبير الذي لا يملك رقما ولا إحصائيات؟ ولا يستطيع التحكم في المعلومات؟ لقد أتاح فتح السمعي البصري فوضى في التحليل ولم يعد هنالك ضوابط تحكم المهنة" ولعل ذلك ما يبرر، بحسب سعيدي، "إساءة السلطة إلى الخبراء وعدم الاستعانة بهم في المشاريع المهمة حيث باتت كلمة خبير لصيقة بأي شخص يمكنه أن يتحدث عبر التلفزيون نتيجة علاقاته وصداقاته في ظل استقالة النخب الحقيقية وعدم انخراط الجامعة في فهم قضايا الشأن العام".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)