الجزائر

ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها الأعلى



ورد ذكره في القرآن الكريم
11
الأعلى
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى
[الأعلى: 1]
مرتان
له العُلُوُّ المطْلَقُ في ذاته دونَ إضافة إلى موجود من موجوداته أي لا يقارن بغيره فيقال: هو الأعلى وكُلُّ شيء تحتَ قَهْره وسُلْطانه وعَظَمَته فهو الذي على العرش استوى وعلى الملك احتوى وبجميع صفات العظمة والجلال والكمال اتَّصَفَ وإليه فيها المنْتَهَى .
*أَثَرُ الإيمان بالاسم
من سُنَّة الرَّسول صلى الله عليه وسلم في سُجُود الصَّلاة قولُه : سُبْحَانَ رَبَّيَ الأَعْلَى وعَلَّلَ ذلك بأنَّ السُّجودَ غايةٌ في الخضوع والتَّذَلُّل من العبد بأشرف شيء فيه لله - وهو وَجْهُه - بأن يَضَعَه على التُّراب فناسب في غاية سفوله أن يَصفَ ربَّه بأنَّه الأعلى فالعبدُ ليس له من نفسه شيء وليس له من العظمة نصيبٌ فهو خُلق من العَدَم .
عُلُوُّ الخَلْق من عُلُوِّه تعالى كما أنَّ عزَّتَهم من عزَّته وعلى قدر الإيمان والعمل يكون العُلُوُّ في الدُّنيا والآخرة إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ [المطففين: 18] فَيَجْتَهد الإنسانُ أن يَكونَ في علِّيِّين وهي جَنَّاتُ المقرَّبين أعلى من جنات أصحاب اليمين فأصحابُ علِّيِّين جُلَساءُ الرَّحمن وهم أصحابُ المنابر من نور عن يمينه .
وفي الدُّنيا يكون عُلُوًّا يَمْنَحُ القُوَّةَ بمنعه الوهن ويَمْنَح السَّعادةَ بدَفْعه الحَزَن : وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران: 139] وما تلك السَّعادة والقوة إلَّا لأنَّ هذا العُلُوَّ يُدخل صاحبَه في معيَّة الله فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ [محمد: 35] .
دلَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه على ما يُرفَعُ به الدَّرجاتُ : وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا [طه: 75] يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات [المجادلة: 11] وقال صلى الله عليه وسلم : مَا تَواضعَ أَحدٌ لله إلا رَفَعَهُ الله (مسلم (6757)) .
وهذا العُلُوُّ يَحْصُلُ للمؤمن بإيمانه وليس بإرادته وإلَّا كان ممَّن ذَمَّهم الله كفرعون وإبليس تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص: 83] .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)