الجزائر

.. وللعمال سوق



كان للمبادرة الطيبة، التي قامت بها المركزية النقابية للاتحاد العام للعمال الجزائريين والمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي المتمثلة في فتح سوق لبيع المنتوجات الأساسية واللحوم الحمراء والبيضاء بأسعار معقولة نسبيا مقارنة مع الأسعار المطبقة في الأسواق العادية، الأثر الكبير في نفوس المواطنين، حيث عبّروا عن ارتياحهم لهذه الإلتفاتة في الشهر الفضيل، الذي يتطلب ميزانية محترمة.
وتهدف هذه العملية، حسب مسؤول الاتحاد ع.ع.ج، سيدي السعيد، إلى توفير مناصب شغل وتثمين المنتوج الوطني وتمكين المواطن من اقتناء حاجياته الغذائية بأسعار مدروسة.
وإذا كانت هذه التجربة ناجحة ولاقت إقبالا كبيرا من المواطنين على نقطتي البيع في كل من ساحة المركزية النقابية بأول ماي وبمقر «الرياض» بحسين داي، فإنه بإمكان أصحاب المبادرة توسيعها لتمس أغلب البلديات، لاسيما منها الفقيرة، والتي تحتوي على عدد من الأحياء الشعبية التي تقطنها العائلات المتوسطة الحال والمعوزة.. حتى لا ينافسهم عليها ميسورو الحال، لأن نقطتي بيع لا يمكنهما تغطية احتياجات الأغلبية.
ونظرا لنجاعة «المبادرة» والتي كان لها الأثر الإيجابي، يفضل المستهلكون استمرارها طيلة أشهر السنة وألا تقتصر على شهر رمضان، وتتحول إلى وسيلة تنافسية لكسر الأسعار في الأسواق الأخرى..
لكن ما نخشاه أن تمتد يد المضاربة إلى أسواق «العمال» لتستولي على بعض السلع المعروضة وإعادة بيعها في السوق السوداء بأسعار خيالية.. ويبقى المواطن البسيط دائما محروما يعاني صعوبة المعيشة..!
فهل فكّر سيدي السعيد وباباس في وضع جهاز مراقبة لمتابعة المحتكرين والمضاربين الذين قد يعيثون فسادا في أسواق «العمال» التي قد يحولوها إلى أسواق «رجال الأعمال»؟!
وببقى المواطن البسيط تحت رحمة التجار الذين يلهبون جيبه بنار الأسعار.. ونعيد «اللعبة» من جديد مع رمضان جديد..!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)