وقفة مع توتي : عندما عرف حدّه ووقف عنده

قاد النجم الإيطالي فرانشيسكو توتي ناديه روما للفوز على الفريق الكبير اليوفنتوس بهدف صاروخي للذكرى مضى زمن طويل لم يسجل قيصر روما مثله .
المستوى الذي يقدمه النجم الإيطالي هذا العام رائع للغاية حيث عاد وأثبت أحقيته بمركز أساسي مع الفريق بعد أن تعالت أصوات في العائم الفائت والذي قبله تطالب بضرورة اعتزال ملك روما وترك العرش لأميرها أو لغيره لأنه بات عالة على الفريق ...لكن توتي أبى وعرف كيف يعود بحلة أفضل رغم تقدمه بالسن أكثر وأكثر واقترابه من السابعة والثلاثين والسبب لأنه عرف حدّه ووقف عنده ، فعرف أنه لم يعد بالقوة البدنية نفسها ولم يعد يستطيع أن يجري ويقاتل ويلتحمك ويحاور كالأيام الخوالي لأن للعمر حقه ...فعاد إلى الخلف قليلاً بدل أن يكون مهاجماً ثانياً وقلل من الحركية والركض مفضلاً الهدوء والتمرير والتسديد عندما تتاح الفريق ...أي أنه ركز على أن يكون تيرموتر الفريق وضابط إيقاعه فقط بدل أن يكون كل شيء فيه، وهذه تضحية ذهنية كبيرة من توتي لم يكن يرضى أن يقوم بها في السنوات الماضية حيث كان مصرّاً على اللعب كما كان يلعب في العشرينات من عمره .
يمكن القول أن الخبرة والنضج هي التي سمحت لتوتي أن يقبل وضعه الجديد، صحيح أنه تأخر قليلاً لكنه وصل لها في النهاية ، وبسبب ذلك عاد ليكون توتي المرعب لكن بشكل آخر أكثر حكمة ونضجاً ...وخطراً حتى .