الجزائريون يعيشون مجاعة بسبب عطلة العيدفي غزة الجريحة التي لاتزال تحصي شهداءها من تحت الركام، عادت الحياة لتدب فيها من جديد رويدا رويدا مع سريان اتفاق التهدئة.. وبدأ الغزاويون رحلتهم للتزود بالمؤن من المحال التي أصر أصحابها على فتح أبوابها.. وهنا في جزائر الغاز والبترول، على بعد أكثر من 5000 كلم عن المدينة المقاومة، مازال الجزائريون يقفون في الطوابير من أجل الخبز والحليب في عذاب وذل عنوانه “هدنة العيد”.من يعيش الحرب؟ هل هي غزة التي دمرت بناها التحتية وأحرقت فيها آلة الموت الإسرائيلية الأخضر واليابس لنحو شهر، أم الجزائر التي حوّلت عطلة العيد مناطقها إلى مدن جائعة لا حركة فيها؟ سؤال حركته فينا ما نقلته شاشات التلفزيون من مشاهد عودة الحياة لقطاع غزة ساعات بعد سريان اتفاق التهدئة...حركة نشطة للمركبات في الطرقات العامة، تدفق للمواطنين على الأسواق للتزود باحتياجاتهم، محال تجارية فتحت أبوابها وسط الأنقاض، بداية وصول المساعدات الدولية، عودة وسائل النقل لنشاطها، محاولات لإيصال المياه الصالحة للشرب إلى المناطق المنكوبة، إعادة تشغيل الكهرباء ولو بعمليات “ترقيع” لأسلاك الكهرباء، مستشفيات تشتغل تحت القصف وأطباء متطوعون لإسعاف الجرحى.يحدث هذا في غزة الجريحة التي لا تتجاوز مساحتها 360 كلم، أي أقل من أصغر ولاية جزائرية، غزة المحاصرة جوا وبرا وبحرا لكنها لاتزال تتشبث بالحياة وتتعامل بتحد مع واقع فرضه عليها الاحتلال، فالخبز سيصل للبعض ولو بكميات شحيحة.. والماء سيروي القلة ولو ليس الأغلبية، والندرة في الأساسيات مقبولة، فالقطاع يعيش حربا مستمرة منذ عقود من الزمن.لكن إذا كانت غزة في حرب ما الذي يبرر مشاهد الجوع ومدن الأشباح هنا في جزائر 195 مليون دولار؟ ما الذي يفسر استمرار وقوف الجزائريين بعد أكثر من عشرة أيام من انقضاء العيد، في طوابير تبدأ ولا تنتهي من أجل الظفر بالخبز والحليب لأن وعود وزارة التجارة بضمان الحد الأدنى من الخدمات سقطت في الماء؟الخبز والحليب متوفرانلا خبز ولا حليب دون الوقوف في الطابور. ولا تنتهي المعاناة هنا، هناك أيضا انقطاعات في المياه وأزمة عطش في العديد من المدن والأحياء في عز الصيف، وإذا عادت المياه إلى الحنفيات انقطعت الكهرباء في لعبة القط والفأر.أما المواصلات فمنذ أن هلّ هلال العيد فحدث ولا حرج، لا حافلات ولا سيارات “طاكسي”، باستثناء الميترو والترامواي إذا تحدثنا عن العاصمة، أما إذا كنت محظوظا بامتلاك سيارة فعليك أن تتزود بما استطعت من صبر ورباطة جأش للانتظار في طابور محطات البنزين في أيام عطلة العيد. وإذا تحدثنا عن المرض في هذه الفترة التي تتزامن أيضا مع العطلة السنوية للكثيرين فذلك حديث ذو شجون، فمستوصفات كثيرة تسيرها الممرضات في غياب أصحاب المئزر الأبيض، وأفضّل أن أنهي الحديث هنا حتى لا يفهم الكلام على أنه استجداء للحصول على المساعدات الإنسانية من المنظمات الدولية للإغاثة بميزانية يتم تمويلها بفتات الحكومات العربية.. وبعد كل هذا يتجرأ مسؤولونا ويعدون بعلاج جرحى غزة في مستشفياتنا، فهل نحن ضحايا القصف أم غزة الشهيدة؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/08/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سلمى حراز
المصدر : www.elkhabar.com