توفي الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة، علي كافي، الثلاثاء بجنيف (سويسرا) بعد مرض، حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية .
وأضاف المصدر، أنه لتمكين أفراد الأسلاك النظامية و المواطنين من إلقاء النظرة الأخيرة على الفقيد الراحل فإنه سيتم عرض جثمانه بقصر الشعب يوم الأربعاء 17 أفريل 2013 إبتدءا من الساعة التاسعة صباحا (09.00).
و سيتم مواراته الثرى يوم الأربعاء 17 أفريل 2013 بعد صلاة الظهر بمربع الشهداء بمقبرة العالية.
وبهذه المناسبة الأليمة، قرر رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إعلان الحداد الوطني لمدة ثمانية (8) أيام عبر كامل أرجاء التراب الوطني إبتداءا من اليوم الثلاثاء 16 افريل 2013.
الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي كان مناضلا وطنيا و إطارا كبيرا في جيش التحرير الوطني
يعد رئيس المجلس الأعلى للدولة السابق (جويلية 1992 - جوان 1994)، علي كافي، الذي وافته المنية صباح اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز 85 سنة مناضلا من الرعيل الأول في الحركة الوطنية و إطارا كبيرا في جيش التحرير الوطني في الولاية الثانية التاريخية التي كان قائدها برتبة عقيد خلفا للخضر بن طوبال.
ولد علي كافي في 17 اكتوبر 1928 بمسونة بالحروش (سكيكدة) ودرس القرآن بمدرسة الكتانية بقسنطينة حيث تحصل على شهادة "الأهلية" (اللغة العربية) قبل أن يسجل بجامع الزيتونة بتونس.
وانضم الفقيد لحزب الشعب الجزائري في سن مبكرة و بفضل نضاله تمكن من اعتلاء المسؤوليات في حزب الشعب بشرق الوطن حيث رقي من مسؤول خلية إلى مسؤول مجموعة.
و عين من قبل حزب الشعب الجزائري كمعلم بمدرسة حرة بسكيكدة سنة 1953 قبل، أن يتصل به ديدوش مراد قبيل اندلاع الثورة التحريرية.
وناضل الفقيد في سكيكدة أولا ثم التحق بصفوف جيش التحرير بالشمال القسنطيني (المنطقة الثانية التي اصبحت الولاية الثانية بعد مؤتمر الصومام).
وشارك علي كافي في هجومات 20 أوت 1955 التي قادها زيغود يوسف و كان سنة بعد ذلك ضمن وفد المنطقة الثانية التي شاركت في مؤتمر الصومام ليصبح بعدها قائدا للمنطقة الثانية (1957-1959) بعد أن توجه لخضر بن طوبال إلى تونس.
في ماي 1959، استدعي علي كافي إلى تونس ليصبح أحد العقداء العشرة الذين أعادوا تنظيم الهيئات القيادية للثورة (الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية و المجلس الوطني للثورة الجزائرية). و خلال أزمة 1962 كان علي كافي الى جانب الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
وغداة الاستقلال عين الفقيد علي كافي سفيرا في العديد من البلدان و هي سوريا و لبنان و ليبيا و تونس و مصر و العراق و إيطاليا. كماعين أمينا عاما للمنظمة الوطنية للمجاهدين سنة 1990.
وفي 11 جانفي 1992 عين رئيسا للمجلس الأعلى للدولة الذي نصب بعد استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد. وفي 2 جويلية 1992، خلف محمد بوضياف- الذي اغتيل في 29 جوان من نفس السنة-على رأس المجلس الأعلى للدولة.
و أشرف الفقيد من 1994 إلى 1996 من جديد على المنظمة الوطنية للمجاهدين قبل أن يتفرغ لكتابة مذكراته
إعلان الحداد الوطني لمدة 8 أيام
قرر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إعلان الحداد الوطني لمدة ثمانية (8) أيام عبر كامل أرجاء التراب الوطني إبتداء من اليوم الثلاثاء إثر وفاة الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة على كافي بجنيف عن عمر يناهز 85 سنة.
وفاته تخلف "أثرا بليغا" لدى العديد من الأحزاب السياسية
خلف خبر وفاة الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي يوم الثلاثاء "أثرا بليغا" لدى العديد من الأحزاب السياسية التي عبرت عن "حزنها العميق بافتقاد احد رموز الثورة التحريرية وصناع نصرها ".
وفي هذا الاطار أكد رئيس حركة مجتمع السلم ابو جرة سلطاني أنه بوفاة المجاهد علي كافي "تكون المكتبة الجزائرية قد فقدت واحدا من أضخم مجلداتها الحافظة لذاكرة الامة والموثقة للماثر والناطقة باسم السيادة الوطنية".
و بعد أن أعرب رئيس حركة مجتمع السلم عن "بالغ حزنه وأحر تعازيه وتعازي جميع مناضلي الحركة" الى أسرة الفقيد والاسرة الثورية وللشعب الجزائري اضاف بأن الفقيد المجاهد الثابت علي كافي توفي "في ظروف تشهد فيها الجزائر متواليات رحيل رجالها الكبار ومجاهديها وصناع ثورتها الكبرى ومن الذين سطروا صفحات تاريخها المشرق".
من ناحيتها اعتبرت حركة النهضة في بيان لها وفاة المرحوم "فقدانا لرمز وطني مخلص قدم لبلده ولشعبه ما يستحق من جهد وتضحيات".
و وصفت الحركة الفقيد ب"أحد أبطال ثورة التحرير المباركة و واحدا من صناع نصرها المجيد".
و اشارت ايضا الى توليه قيادة البلاد في ظروف المحنة و تمكنه بما لديه من وطنية اكتسبها أيام الثورة التحريرية رفقة أبطال الجزائر وعظمائها أمثال الشهيبدين ديدوش مراد وزيغود يوسف "المساهمة في اخراج البلاد من مرحلة الفوضى والاضطرابات والاقتتال الى مرحلة الاستقرار وحقن دماء الجزائريين اذ لم يبخل يوما بجهد أو نصح لأمته".
وأعربت الحركة اثر هذا المصاب الجلل "ببالغ الحزن والاسى عن تعازيها الخالصة لعائلة الفقيد والاسرة الثورية والشعب الجزائري".
و بدوره عبر رئيس التجمع الجزائري علي زغدود عن "بالغ حزنه اثر تلقيه نبا وفاة المجاهد وصانع الثورة التحريرية والرئيس الاسبق للمجلس الاعلى للدولة علي كافي".
وقال رئيس التجمع الجزائري أن هذا الرجل يعد من "قادة الثورة التحريرية البارزين الذين سجلوا صفحة تاريخية خالدة خلال كفاح الشعب الجزائري وأفنى جل حياته في خدمة الشعب والوطن" .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/04/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المسار العربي
المصدر : www.elmassar-ar.com