من خلال مفترضات "ريني جيرار"، التي حاولت إبراز أن الرغبة ليست ذات طبيعة غرائزية خرافية، وفقا للطرح النفسي التحليلي الكلاسيكي، إنما ذات منشأ محاكاتي اجتماعي صرف ومصدرا للتنافس المفضي للصراع. نحاول عبر هذه المقاربة إبراز كيف أن هذه الرغبة المثارة بالمحاكاة، في فضاء مجتمعي يعتمد على مختلف القيم الريعية كأساس لنظامه التنموي، تعمل على الدفع لنشوب حالات من التصادم بين مختلف فاعليه، جراء محاولة نزع شرعية الملكية على الأشياء المكتسبة في مرحلة أولى، ثم العمل على سلب مرتجعات الشيء المرغوب فيه، على الخصوص مقام الفرد الحائز عليه، في مرحلة ثانية، الشيء الذي يقود إلى حالة الأزمة الناتجة عن عنف رد الفعل والمواجهة.
ما يعقد الوضع ويزيد في حدة العنف المتبادل هو استمرار اعتماد الدولة، أداة السلطة القائمة، على شرعية الوظيفة التوزيعية لجميع أشكال الريوع، المادية والرمزية، واعتماد الشفاعة والمحاصصة في توزيعها، الأمر المشجع على جنوح الفاعلين لشرعنة عملية الاستحواذ على الحيز الخاص والاندفاع للتسليم به كامتداد لخيرات الفضاء العام، على أساس أنه في الأصل ملك مشاع وليس نتاج لمجهود إبداعي أو لسيرورة عمل إنتاجي اجتهادي، أي افتراض كل عائد للمجهود الفردي كموضوع للرغبة القابل للتوزيع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/06/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - Alimoussa Rabah
المصدر : أفكار وآفاق Volume 5, Numéro 9, Pages 47-58 2018-01-10