يستمدّ العالم العربي هويّته العامّة من العربيّة والإسلام، وهما الأكثر اٌنتشارا في كلّ المنطقة، بالإضافة إلى تراث تاريخي مشترك ينبع من جذع واحد ويصبّ بمختلف تنوعاته في مجرى الحضارة العربيّة الإسلاميّة القديمة والحاليّة.
ويمكن القول بأن في هذه الهويّة في حدّ ذاتها جملة من الإشكاليات المعقّدة تتمثّل في تعدّد المصطلحات والاختلاف في المفاهيم والدلالات، فهي أحيانا تعني اللّغة وأحيانا أخرى تعني الدّين وقد تعني السبيل إلى الوحدة السّياسيّة، ومن الواضح أنّ مصدر تلك الدلالات مرتبط باٌستخدام مسألة الهويّة لدى الأحزاب السّياسية والمنظّمات الاجتماعيّة لأغراض التعبئة، وفي مؤسّسات البحث العلمي.
نلاحظ في البداية أن المدلول السياسي للوحدة قد اٌنكمش وتقلّص من النّواحي الرمزيّة والثّقافيّة ولا تسانده أيّة مؤسّسة فاعلة، وعلى سبيل المثال فإنّ حجم المبادلات الاقتصاديّة واٌتفاقيات التعاون السّياسي والدبلوماسي ذات نفس قصير، ففي الميدان الاقتصادي لا يزيد التعاون بين البلدان المغاربية الأربعة بالإضافة إلى مصر على 3% من تعاونها مع بلاد العالم الأخرى حسب دراسة معهد أبحاث التنمية (IRD) منذ بداية هذا القرن(2).
أمّا علاقة التعاون العلمي بين مختلف بلدان المنطقة العربيّة، فإنّها تتوقّف أحيانا عند إعلانات النوايا على الرّغم من توفّر المشاريع والأفكار والمعرفة الحديثة عبر الجمعيّات العلميّة والندوات والملتقيات والتبادل المحدود للدوريات والاٌطلاع على المواقع الالكترونية ووسائل الاتصال والإعلام الأخرى.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/09/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد العربي ولد خليفة
المصدر : معالم Volume 3, Numéro 1, Pages 13-27 2011-04-01