تواصل الحراك الشعبي للجمعة السادسة على التوالي، للمطالبة بالتغيير الجذري و الإصلاحات العميقة التي تصب في إطار جمهورية ثانية تستجيب لطموحات الشعب الجزائري ،و رغم محاولات بعض أبواق الفتنة هنا و هناك تشويه صورة الحراك الشعبي من خلال ادعاءات لا أساس لها من الصحة، إلا أن الوعي الكبير الذي اتسم به المتظاهرون و الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وضع وسائل الإعلام الدولية أمام حقيقة لا مفر منها و هي الإقرار بسلمية المظاهرات المليونية التي تشهدها الجزائر و التي لم يسبق لها مثيل حتى في الديمقراطيات العريقة. تطرقت مختلف المواقع الإخبارية العالمية، والعربية، للجمعة السادسة من الحراك الشعبي في الجزائر المطالب برحيل الحتمي للنظام و تطبيق المادة 07 من الدستور. وفي هذا السياق، عنون موقع "سكاي نيوز" الحدث ب"مليونية الرحيل"..الجزائريون يقولون كلمتهم. وجاء في المقال:"في رد قوي وغير مسبوق من الجزائريين، المتظاهرون لديهم مطالب طموحة، إذ يريدون الإطاحة بنظام سياسي كامل واستبداله بجيل جديد". وكتب موقع الجزيرة نت:" 5 رسائل ومشاهد لافتة في الجمعة السادسة". وأوردت الجزيرة في مقالها: " شعارات وهتافات المتظاهرين ركزت اليوم على ضرورة التخلص من كل المنظومة الحاكمة و ليس بوتفليقة وحده". وعنون موقع "دوتشيه فيله" الألماني تقريره ب"مئات الآلاف يطالبون باعادة السلطة للشعب". حيث جاء فيه" بدأ الجزائريون عبر مختلف الولايات بالاحتشاد، مطالبين في الجمعة السادسة برحيل النظام الحاكم وتفعيل المادة 07، التي تنص على أن الشعب هو مصدر كل سلطة". وأشارت الوكالة الروسية الى أن " قائد الجيش الجزائري، قايد صالح، قد طالب باعلان منصب شغور الرئيس". وقالت الوكالة " ان مطالب الشعب مشروعة وذلك عقب احتجاجات حاشدة منذ شهر ضد بوتفليقة". ونقلت وكالة "سبوتنيك" الحدث وكتبت أنه" احتشد آلاف المتظاهرين في وسط العاصمة الجزائرية، اليوم الجمعة" وهذا"لتكثيف الصغوط على الرئيس بوتفليقة كي يستقيل من منصبه، بعد أيام من دعوة الجيش لتنحيه". ومن جهة أخرى اعتبر موقع "الأندبندنت" في نسختها العربية، أن مسيرات الجمعة السادسة " ستكون استفتاء شعبيا" يأتي هذا حسبها"في ظل رفض جميع المقترحات المطروحة من النظام، وارتفاع سقف مطالب المتظاهرين الى حد المطالبة برحيل النظام بكافة رموزه". في حين أن موقع " فرانس24″ أشار الى أنه" نزل نحو مليون شخص الى شوارع الجزائر العاصمة، مطالبين برحيل الطبقة السياسية الحاكمة بكاملها. وأضاف أنه" وبعد أيام على دعوة قائد أركان الجيش، قايد صالح، لاعتبار بوتفليقة غير قادر على القيام بمهام الرئاسة. الجزائريون بالمرصاد لأبواق الفتنة بالمقابل قامت العديد من القنوات والمواقع الأجنبية بنقل أخبار لا أساس لها من الصحة تدّعي فيها أن قوات الأمن قمعت المتظاهرين بالعاصمة وواجهتهم بخراطيم المياه، وهو ما أثار حفيظة ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين ردوا على تلك الشائعات بنشر صور المسيرات على المباشر للتأكيد بأن الأوضاع عادية. و سجل الجزائريون، باستغراب محاولة وسائل إعلام أجنبية وعربية إثارة الفتنة وتشويه صورة المظاهرات والاحتجاجات السلمية التي تستمر منذ يوم 22 فيفري المنصرم، من خلال نقل أخبار مغلوطة لا أساس لها من الصحة. واستنكر الجزائريون على إختلاف مشاربهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أمسية أمس، قيام وسائل إعلام عديدة من بينها وكالة رويترز، قناة سكاي نيوز، الجزيرة، العربية وغيرها من وسائل الإعلام، بنقل معلومات تفيد بحدوث انزلاقات أمنية خطيرة خلال الاحتجاجات وقيام عناصر الأمن وقوات حفظ النظام بالاعتداء على المتظاهرين. وقام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بالدعوة إلى مقاطعة القنوات الأجنبية، وشن حملات تدعو لضرب حساباتها عبر المنصات الإلكترونية، التي بالغت في نقل وتضخيم الأحداث. الشرطة تدحض المغالطات وتعقيبًا على الأخبار الزائفة المتداولة، نفت المديرية العامة للأمن الوطني، "بشدة كل المعلومات التي أوردتها إحدى وكالات الأنباء الدولية" بخصوص "قمع المتظاهرين" في المسيرات التي تشهدها الجزائر للمطالبة برحيل النظام. وقالت المديرية في بيان لها "لا صحة للأنباء التي تروج حول قمع المتظاهرين في العاصمة أو أي ولاية أخرى". من جهة اخرى نفت المديرية العامة للأمن الوطني الأخبار المتداولة بخصوص تقديم أرقام لوسائل إعلام وطنية كانت أو أجنبية حول عدد المشاركين في المسيرات التي شهدتها الجزائر العاصمة يوم الجمعة 29 مارس 2019. وتبرأت المديرية في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على الفايسبوك من كل الأخبار المنسوبة لصالحها والتي لا ترسل عبر قنوات الاتصالية الرسمية المفتوحة 24/24 ساعة طيلة أيام الأسبوع. ولم تختلف مسيرات الجمعة السادسة كما هو معلوم عن المسيرات السابقة التي تميزت بطابعها الحضاري والكثير من مظاهر التضامن، والتعبير السلمي البعيد عن العنف والشغب، وهي السمة الأساسية والصورة المميزة التي أبهرت العالم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/03/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إسماعيل ض
المصدر : www.alseyassi.com