دعا الدبلوماسي الجزائري ورئيس الحكومة السابق رضا مالك إلى ضرورة الاعتراف بمجهودات البروفيسور بيار شولي الذي وصف وفاته بالخسارة عرفانا من الجزائر بالدور الحاسم الذي لعبه لصالح القضية الجزائرية إبان الثورة التحريرية. وفي خضم حديث رضا مالك عن مسار انضمام الجزائر لهيئة الأمم المتحدة، أكد رئيس الحكومة السابق بالرغم من معارضة فرنسا لهذا القرار الذي اعتبرته غير صائب وخيانة لها، إلا أن القضية الجزائرية شكلت وقتها حدثا دوليا بارزا في منابر الأمم المتحدة بعد اجتماع مسؤولي الجزائر بأعضاء هيئة الأمم المتحدة بباريس من أجل إدراج القضية الجزائرية ضمن انشغالات الهيئة وبعد جهود كثيرة تم تسجيلها سنة 1955 في المنظمة باعتبارها قضية تقرير مصير.
وجاء انتصار الجزائر العالمي هذا على أقوى دولة في العالم، يقول رضا مالك، في فوروم المجاهد، أمس، في وقت كانت تبعث فيه فرنسا كل سنة وفدا كبيرا يترأسه وزير خارجيتها تقوم من خلاله بترويج أفكار خاطئة عن الجزائر والدفاع عن السيادة الفرنسية ورفض أي نقاش حول القضية الجزائرية لاسيما في منابر الهيئات الدولية.
إصرار الجزائريين، قال الدبلوماسي الجزائري، راجع إلى التخطيط المحكم للثورة، حيث عمل الدبلوماسيون الجزائريون على الترويج للقضية الوطنية أمام الرأي العام والإصرار على أنها قضية شعب مضطهد من قبل دولة استعمارية، وهو ما جعلها تلقى تعاطف الكثير من الدول على غرار المكسيك وبعض البلدان الأوروبية وأمريكا اللاتينية.
يرى رضا مالك أن سنة 1958 تعد فترة هامة في مسار انضمام الجزائر ضمن هيئة الأمم المتحدة أين خرجت الجزائر بلائحة واضحة تطالب فيها بحق تقرير المصير، سيما بعد الفضيحة التي قامت بها فرنسا والتي نتج عنها توترا كبيرا في الجمهورية الرابعة في فرنسا وهو ما يدل -حسبه- بأن القضية الجزائرية لها صدى كبير وأثرت على تطور السياسة الفرنسية في الجزائر تأثيرا كبيرا.
وأكد المتحدث أن الجزائر منذ اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر كانت تولي أهمية كبيرة للرأي العام فسعت إلى تدويل قضيتها التحررية في كل المحافل الدولية عبر التكثيف من نشاطها السياسي والدبلوماسي خارج إقليمها، حيث عمل المناضلون الجزائريون في تلك الفترة على رفع القضية الجزائرية على المستوى العالمي من أجل تنوير الرأي العام الدولي والوصول إلى الهدف المنشود المتمثل في حق تقرير المصير والخروج من السجن الاستعماري.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/10/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حورية عياري
المصدر : www.djazairnews.info