الجزائر

وصفة لخوصصة المساحات الخضراء ؟



التقيت أمس مواطنا مع طفله في العقد الخامس أو السادس , وبادرني بالشكوى حول ما آلت إليه المساحات الخضراء و الحدائق العمومية التي قصد إحداها للترفيه على ابنه بما تحتوي عليه من مرافق التسلية, غير أن الحديقة كانت موصدة في وجه قاصديها وهذا في معظم أوقات النهار إضافة إلى الليل.والغريب أننا سبق لنا وانتقدنا في تعاليق سابقة الإجراء الذي لجأت إليه السلطات العمومية, بمنح هذه الفضاءات الخضراء لمؤسسة عمومية قصد تسييرها والعناية بها بمقتضى اتفاقيات بين البلدية وبين المؤسسة المسيرة, لأن توقيع مثل هذه الاتفاقية يعني أن هناك صفقات أبرمت بين الأطراف, تدفع البلديات بموجبها مبلغا معينا من المال مقابل خدمات (البستنة) التي تقدمها المؤسسة المعنية ؟
بعض البلديات امتنعت عن الموافقة على صفقة من هذا النوع, رغم الضغوط الممارسة عليها, لأن مثل هذه الصفقات من المفروض عرضها عبر المناقصة للمنافسة على أكثر من مؤسسة, طبقا لقانون الصفقات العمومية.
ولكن بمرور الوقت تبين أن هذا التصرف كان من باب التمنع المغرض, بغرض وضع هذه الفضاءات تحت تصرف الخواص, الذين تحت ذريعة ما استثمروه في هذه المساحات بإقامة الأكشاك المختلفة النشاطات "معظمها لبيع القهوة والشاي أو المثلجات والمكسرات, بذريعة هذه الاستثمارات , قاموا بخوصصة هذه الأماكن العمومية و أصبحوا يغلقونها في وجه قاصديها ولا يفتحونها سوى بحسب رغبتهم وأوقات تفرغهم ؟. ويخشى المواطنون أن تتحول هذه الفضاءات العامة إلى ممتلكات خاصة , برفع مطلب حق "التمليك بالتقادم", كما حدث للكثير من الأملاك العامة الشاغرة .
فهل تتحرك السلطات العمومية لاسترجاع هذه الفضاءات الخضراء لتكون مقصدا للمواطنين دون أن يكونوا مجبرين على شرب فنجان قهوة, أو شراء بضاعة ليحضوا بالترحيب وفي الأوقات المناسبة لمستغليها فقط ؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)