الجزائر

وسط موجة الثلج والبرد القارس



في أعقاب التهاطل الكثيف للثلوج, الذي اكتست في أعقابه العاصمة وعلى غرار عدد من ولايات الوطن حلة بيضاء أثلجت صدور المواطنين, كما أثقلت كاهل فئات أخرى من المجتمع تعيش على الهامش في ظل ظروف مزرية, حيث ارتأت جريدة «السلام اليوم» في يوم ممطر وبعد يومين من تساقط الثلوج القيام بجولة في بعض الأحياء التي تعج ببيوت الصفيح, فكانت لنا زيارة لحيي «طامس» بالكاليتوس و»زوقاري» ببلدية مفتاح التابعة لولاية البليدة.عائلات تدفع ضريبة السكن غير اللائق
تعيش حوالي 100 عائلة تقطن بحي» الطامس» التابع لبلدية الكاليتوس معاناة حقيقية في ظل ظروف السكن غير اللائقة, والتي تزداد سوءا مع اشتداد الاضطرابات الجوية وانتشار موجة الصقيع, كما حصل مؤخرا, حيث تفتقد سكنات المواطنين لأدني الشروط الضرورية للحياة والتي يأتي في مقدمتها الغاز الطبيعي, حيث أوضح بعض سكان الحي ممن تحدثوا إلى الجريدة أنهم عاشوا خلال الأيام الأخيرة جحيما حقيقيا, الأمر الذي اضطرهم إلى قطع المسافات الطويلة من أجل الظفر بقارورة غاز البوتان, حيث وقفت يومية «السلام اليوم» خلال الزيارة الميدانية التي قادتها إلى عين المكان على ظروف مأساوية تنم على حياة بدائية, فلا غاز ولا ماء ولا حتى مسالك معبدة, كل ما يبصر مستنقعات من الأوحال ومياه قذرة متجمعة تتصاعد منها الروائح الكريهة جراء غياب قنوات الصرف.
كما عبر محدثونا عن سخطهم لما أسموه ب»البريكولاج» الذي يطبع تعامل السلطات المحلية مع مطالب السكان, والتي كان أسوأها قيامها منذ حوالي الثلاث سنوات بتهيئة الطريق المحاذي بطريقة أدت إلى ارتفاعه عن سكنات المواطنين, وهو ما تسبب في حدوث فيضانات متكررة للمياه على منازلهم, لتبقى العائلات تصارع على جبهات عديدة ظروف المعيشة القاسية التي تتحول إلى كابوس أثناء موسم الشتاء, كما حدث مع موجة البرد والثلوج التي اجتاحت العاصمة مؤخرا, حيث لم تجد العائلات سوى الدعاء بعدم وقوع ما لا يحمد عقباه –على حد تعبير محدثينا-.
عائلات أخرى أرهقتها قارورات غاز البوتان
تتقاطع الصعوبات المعيشية التي تكابدها العائلات القاطنة في حي «زوقاري» بمفتاح مع نظيرتها بحي «طامس», إلا أن لقارورات الغاز حكاية مع هذه العائلات, حيث يعتبر بعض الشباب القاطن بالحي ممن تبادلت «السلام اليوم» أطراف الحديث معهم, والتي تتلخص في رحلة البحث المستمر عن قارورة الغاز التي أصبحت شاقة حسبهم نتيجة الندرة التي شهدتها هذه المادة الضرورية مع تهاطل الثلوج وتعاظم البرد القارس, الأمر الذي حول يومياتهم إلى جحيم حقيقي, خاصة مع تزامن ذلك مع الانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي, التي حرمتهم –حسبهم- من مصدر مهم للتدفئة, حيث تبدو الحياة شاحبة وسط الأشجار المحيطة بالتجمعات السكنية التي تعود ملكيتها لأصحابها, فيما البعض الآخر يعتبر أصحابها من قاطني البنايات الفوضوية, حيث أعرب محدثونا في ختام كلامهم عن أملهم بأن تلتفت السلطات المحلية لمعاناتهم, وتغنيهم عن المعاناة التي يعيشونها مع كل اضطراب جوي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)