المولد النبوي فرصة للتذكر والتذكير بخصال المصطفى الرشتة و الشخشوخة تتسيدان المائدة الجزائرية
تحتفل العائلات الجزائرية بذكرى مولد هادي الأمم، محمد صلى الله عليه وسلم، بمجموعة من العادات والتقاليد والشعائر الدينية لذكر سيرة وقيم الرسول للاقتداء بنبينا المختار وترسيخ مجموعة من القيم الأخلاقية للأجيال الصاعدة، وذلك باعتباره يوم فرح عارم يسود المعمورة بأكملها. وكعاداتها، عودتنا العائلات الجزائرية على استقبال مولد خير الانام بأجمل الصور وأبهى الاحتفالات الدينية بترتيل وتلاوة آيات من الذكر الحكيم والتغني بصفات الهادي الأمين، إلا أن جهل العديد من الأفراد قيمة هذا اليوم وطريقة الاحتفال به افقد مغزى الإحتفال بالمولد النبوي الشريف لدى بعض الأسر، بما أنه أصبح يقتصر على المفرقعات والألعاب النارية التي أضحت اليوم من ضروريات الاحتفال بهذه المناسبة، حيث عمد الكثير من هؤلاء إلى استعمالها في أعمال الشغب في الأوساط المدرسية، وهو الأمر الذي قد يشكل عدة مشاكل وأخطار قد يتجاهلها العديد من الباعة خاصة وأنها لا تمتّ بأي صلة لديننا الحنيف. ووسط سيادة العديد من الاعتقادات الخاطئة في مجتمعاتنا والتي ترجع إلى عادات يحتفل بها في مناسبة المولد النبوي الشريف تقتصر عند البعض في المفرقعات، اجمع مختصون في علوم الدين والتربية على أن هذا اليوم الذي يعد من أجمل الأيام التي خلقها الله سبحانه وتعالى هي فرصة من أجل إعادة ذكر حياة وسيرة الرسول ص والاقتداء بقيم نبينا خير الأنام وهادي الأمم الذي خلقه الله سبحانه وتعالى رحمة للعالمين.
الرشتة و الشخشوخة تتسيدان مائدة الجزائريين ليلة المولود
تبدي العائلات الجزائرية اهتماما كبيرا بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي غالبا ما تتصدره عادات وتقاليد تفضلها العديد من العائلات بالتجمع على مائدة عشاء خاص بهذه المناسبة الدينية، إذ تقوم العائلات بالتفنن في طهي الرشتة و الشخشوخة و التريدة المحضرة بلحم البقر أو الدجاج التي، كما أن إشعال الشموع في جميع أرجاء المنزل تعد خطوة لا يستغنى عنها في مثل هذه المناسبة، إلى جانب تحضير الطمينة التي تعتبر وجبة صباحية، أما عن السهرة التي تفضل العديد من العائلات الجزائرية قضائها في التجمع للسمر وإحتساء الشاي والمكسرات وهي فرصة لزيارة الأقارب والأحباء، وخصص العديد من المواطنين الدعاء لسائر المسلمين وتبدأ الجلسات بالذكر المجرد، تتناوب خلالها القصائد في تمجيد الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
وعائلات تنفق أموالاً طائلة على المفرقعات.. ومن مظاهر الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وسط العائلات الجزائرية، هي تلك الأجواء الصاخبة التي يحدثها البعض نتيجة الانفجارات المدوية الناتجة عن المفرقعات والألعاب النارية، بحيث لا يكتفي بعض الأشخاص باحتفالات هادئة ومعبرة كما يقتضيه الاحتفال، ليمتد الأمر إلى أجواء الصخب والضجيج، ليتحول بعد ذلك على أجواء تنافسية ما بين الأشخاص وخاصة الشباب منهم، ليخرج الاحتفال بذلك عن نطاقه وغرضه الذي يقتضي الاحتفال به شعائريا وروحيا، أين يصرفون هؤلاء أموالا طائلة في سبيل المتعة واللهو ليلة المولد النبوي الشريف، كما تقوم بعض العائلات بإنفاق أموالا كبيرة في سبيل إرضاء أبنائها الذين يرغبون في تفجير أكبر عدد ممكن من هذه الألعاب، والذين يرون أن المولد لتفجير المفرقعات والألعاب النارية فحسب، حيث يختارون أكثرها إثارة وقوة وخطورة. وتعد المفرقعات للأطفال إحدى المظاهر المميزة للاحتفال بهذه المناسبة على الرغم من أنها خطيرة ومزعجة للآخرين بالنظر إلى المخلفات الخطيرة على الصحة وتسببها بعاهات جسيمة، بحيث يتفنن الكثيرون في اختيار أنواع مختلفة من المفرقعات عن لم تكن متفجرات، ليختاروا من بينها الأكثر قوة وأكثر ضجيج وصخب وصوت مدوي، وهو ما يطبع عشية الاحتفال ليلة المولد النبوي الشريف، حيث يحضر له مسبقا لتكون ليلة بيضاء، أين تكتسي الأحياء والشوارع مظاهر الفرحة الممزوجة بروائح المفرقعات والألوان والأصوات المدوية التي تكاد تصم الآذان.
المؤسسات التربوية على موعد للإحتفال بالمولد النبوي
وفي المقابل، أخذت بعض المؤسسات التربوية على عاتقها مهمة تعليم الأطفال الطريقة الصحيحة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف من منطلق أن الطفل صفحة بيضاء يكتب عليها المجتمع ما يشاء، وحتى تكون الكتابة صحية طال العمل التحسيسي الأقسام الابتدائية والتحضيرية، وهو الأمر الذي لقي ارتياحا وتشجيعا لدى الأولياء الذين عبروا عن عجزهم عن كبح جناح أبنائهم عندما يتعلق الأمر بالمفرقعات من باب التقليد. وللاشارة، فقد اصدرت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، تعليمة تدعو فيها الى ضرورة إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف عبر المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة، وذلك من خلال تعليمة موجهة لمدراء التربية تدعو فيها إلى إحياء هذا اليوم عن طريق إبراز البعد الروحي للمناسبة في إطار الثوابت الوطنية.
دعوة لتجنب استعمال الألعاب النارية داخل البنايات
ووسط جملة هذه المظاهر الخاصة التي تميز الاحتفال بهذه المناسبة، دعت مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر المواطنين، وخاصة فئة المراهقين، إلى ضرورة تجنب استعمال الألعاب النارية داخل البنايات السكنية أو امام محطات توزيع الوقود أو داخل مواقف السيارات أو بجانب المؤسسات الاستشفائية خلال احتفالات المولد النبوي الشريف. وحسب ذات المصدر، فإن الاستعمال العشوائي لمختلف الألعاب النارية يتسبب في أغلب الأحيان في خسائر مادية وبشرية معتبرة، علاوة على إزعاج المواطنين دون احترام قواعد حسن الجوار مما يستوجب أخذ الحيطة والحذر باحترام جميع المقاييس الأمنية والوقائية التي تسمح بإزالة أو التقليل من المخاطر الناجمة عن الاستعمال السيء لمختلف الألعاب النارية. أما بخصوص استعمال مختلف أنواع الشموع، فقد شدد البيان بضرورة أن تكون بعيدة عن المواد القابلة للاشتعال كالأثاث المنزلي والأفرشة إلخ. وخلصت مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر الى القول انه في حالة وقوع أي حادث أو حريق، يجب الاتصال على الأرقام التالية: 023909014 أو 14 أو 021711414 مع تحديد طبيعة الخطر والعنوان.
بلحفاف: المولد فرصة للتذكر والتذكير بخصال المصطفى
وفي خضم هذا الواقع وما تنوع من مظاهر الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف وما يتبعه من عادات وطقوس مميزة، أوضح الشيخ بلحفاف يحيى، في اتصال ل السياسي ، بأن الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف لها خصائصها، حيث يستوجب أن تنحصر مظاهر الاحتفالات بالذكر والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر سيرته والتذكير بأخلاقه الحميدة فحسب، وأشار المتحدث بان النبي صلى الله عليه و سلم لا يجب أن نخصص له يوم من السنة لنتذكره، بل يجب ذكره على مدار أشهر السنة حيث يجب أن نحيي خصاله ونذكره، وأضاف محدثنا بأن فرصة للاقتداء بسيرته وإتباعها، حيث أن المولد النبوي الشريف كأصل للتذكر والصلاة على نبينا الكريم إذ يجب أن نتذكر خصاله وسيرته الحسنة والحميدة، وأضاف الشيخ بلحفاف في سياق حديثه أن مناسبة المولد النبوي الشريف ذكرى عزيزة على المسلمين كافة، فلا بأس أن نحتفل بها عن طريق التذكير والترتيل والتحدث عن سيرته وفضائله شفيعا لهذه الأمة
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/11/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عائشة القطعة
المصدر : www.alseyassi.com