أوقفت قوات الجيش والمقاومة في اليمن اول امس عملياتها العسكرية في مدينة الحديدة مؤقتا لإتاحة الفرصة للمنظمات الإنسانية لإجلاء طواقهما ونقل الجرحى وفتح ممرات آمنة للراغبين من السكان بالنزوح خارج المدينة وسط دعوات دولية لعقد محادثات سلام قد تستضيفها السويد نهاية الاسبوع الجاري في مسعى لإنهاء النزاع بهذا البلد الذي انهكته الحرب. وفي هذا السياق, ذكر مصدر عسكري يمني بأن قوات الجيش والمقاومة أوقفت اليوم عملياتها الهجومية في مدينة الحديدة مؤقتا لإتاحة الفرصة للمنظمات الإنسانية لإجلاء كوادرها ونقل الجرحى وفتح ممرات آمنة للراغبين من السكان بالنزوح خارج المدينة مضيفا أن العمليات العسكرية ستستأنف ولن تتوقف إلا بتحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي والساحل الغربي لليمن بالكامل . وخلال الأيام القليلة الماضية أحرزت القوات الحكومية تقدما ميدانيا داخل المدينة مما حول المعارك إلى حرب شوارع بين قوات الحكومة المتقدمة والحوثيين المتحصنين بالمدينة. ودفعت حرب الشوارع الدائرة في المدينة منذ أيام إلى جعل الهروب لأماكن آمنة أمرا بالغ الصعوبة للمدنيين فيما تمكنت عشرات من العائلات من ترك منازلها سعيا للجوء إلى محافظات مجاورة , بحسب تقارير صحفية. واتهمت الحكومة اليمنية, في وقت سابق, جماعة انصار الله الحوثي باستخدام المدنيين دروعا بشرية في المدينة , منددة بما وصفته ب ممارسات وجرائم الحوثيين في حق المدنيين في مدينة الحديدة,واستخدامها للأهالي دروعا بشرية . وذكرت في بيان أن قيام الحوثيين بالتمركز على أسطح منازل المواطنين واستخدامهم المستشفيات والمدارس ودور العبادة مراكز وثكنات لأعمالهم العسكرية يعد جريمة حرب وانتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان . و اشتدت المعارك في الحديدة منذ الأول من نوفمبر الجاري بعد أن تمكنت القوات اليمينة بإسناد من قوات التحالف العسكري بقيادة السعودية من اختراق دفاعات المسلحين والتوغل في عدد من محاورها بهدف استعادة السيطرة على هذه المدينة الساحلية ومينائها الاستراتيجي الواقعين تحت سيطرة الحوثيين. وعلى وقع اشتداد المعارك بين جماعة انصار الله الحوثي والتحالف في نهاية الاسبوع الماضي وتحوّلها إلى حرب شوارع في حي سكني في شرق المدينة التي ادت الى مقتل نحو 600 شخص غالبيتهم من الحوثيين- بحسب تقارير صحفية- , ارتفعت دعوات لندن وواشنطن والامم المتحدة لعقد جولة جديدة من المشاورات السياسية بين أطراف النزاع في اليمن. مشاورات لاستضافة أطراف النزاع لتسوية الازمة وفي هذا الاطار أعلنت السويد امس الثلاثاء على لسان وزيرة خارجيتها أن بلادها مستعدة لاستضافة الأطراف المتنازعة في اليمن حال جهوزهم . كما قام مستشار البيت الأبيض الامريكي للأمن القومي جون بولتون بزيارة إلى أبوظبي التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد وبحثه معه ملفات المنطقة, بعد يوم من دعوة وزير الخارجية الأمريكي مارك بومبيو إلى إعلان وقف لإطلاق النار في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي, وفق ما افادت التقارير. ويواصل المبعوث الأممي إلى اليمن , في هذا الصدد, مساعيه الرامية لعقد جولة جديدة من المشاورات السياسية بين أطراف النزاع في هذا البلد قبل نهاية العام الجاري , وذلك بعد أن تم تأجيل مشاورات الأزمة اليمنية, التي كان من المقرر انطلاقها بمدينة جنيف في 6 سبتمبر الماضي بين أطراف النزاع, بسبب غياب وفد الحوثيين. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن خالد اليماني وزير الخارجية اليمني قوله التزام الحكومة اليمنية بدعم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث واستعدادها للتعامل الإيجابي مع دعوته لعقد جولة جديدة من مشاورات السلام قبل نهاية 2018 . وكانت الجماعة بررت تخلف وفدها عن المشاورات آنذاك, بعدم تمكن الأمم المتحدة من استخراج ترخيص للطائرة التي ستقل وفدها المفاوض إلى جنيف, فيما أعلن الوفد الحكومي أن الحوثيين دأبوا على اختلاق الأعذار لعدم حضور المفاوضات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/11/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وكالات
المصدر : www.alseyassi.com