قطر والسعودية تحثان الجامعة العربية على الوساطة لصالح الهاشمي
أفاقت العاصمة العراقية بغداد، أمس، على وقع سلسلة من التفجيرات خلفت أكثـر من 60 قتيلا وإصابة 200 شخص على الأقل بجروح، حيث أكدت مصادر أمنية تفجير 11 موقعا باستعمال العبوات الناسفة والسيارات المفخخة في مناطق حيوية وفي أوقات الذروة.
تسارعت ردود الفعل المنددة والمحذرة من ارتفاع موجة العنف في البلاد، على خلفية النزاع الطائفي الناتج عن تبادل التهم بين رئيس الوزراء نوري المالكي الشيعي ونائب الرئيس السني، طارق الهاشمي المتهم بالضلوع في عمليات إرهابية، إذ دعت بهذا الخصوص وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون في بيان رسمي الأطراف العراقية للتحاور ''إني أدعو وبصورة عاجلة الحكومة العراقية وكافة القوى السياسية إلى بدء حوار شامل لتجاوز الخلافات السياسية''، وهو ذات ما ذهبت إليه الخارجية الأمريكية التي شددت على ضرورة إيجاد مخرج للأزمة عبر الحوار. تماشيا مع هذا الطرح الداعي للحوار، دعت رئاسة مجلس النواب العراقي قادة الكتل النيابية إلى عقد اجتماع طارئ، غدا لمناقشة الوضع الأمني والسياسي والعمل على تجاوز الخلافات، في غضون ذلك دعا رئيس الوزراء نوري المالكي، وبصفته القائد العام للقوات المسلحة، القوات الأمنية وقوات الجيش للتأهب وحماية المواطنين من أي تصعيد.
وبالحديث عن هذا التصعيد اشتدت اللهجة بين الأطراف المتنازعة، إذ اعتبر سلمان الجميلي، رئيس الكتلة البرلمانية للقائمة العراقية، التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي وينتمي لها الهاشمي، أن تلميح المالكي بإقصاء وزراء الكتلة العراقية من الحكومة وتعويضهم من خلال تشكيل حكومة أغلبية سياسية ''سعي واضح لإحكام قبضة الشيعة على السلطة''، مضيفا أن الكتلة تتجه نحو تعبئة أنصارها في كل المحافظات العراقية تحسبا لتفاقم الأوضاع ونشوب حرب أهلية.
ويبدو أن التخوف من شبح الحرب الأهلية دفع دول الجوار إلى التدخل، حيث أكدت مصادر من الجامعة العربية أن دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها قطر والسعودية عبّرتا عن قلقهما من تحوّل الصراع إلى حرب طائفية، في تأكيد على أن الدولتين تعملان بالتنسيق مع الجامعة للعب دور الوساطة، انطلاقا من القناعة أن ما يحدث في العراق سببه طائفي وليس مجرد تهمة جنائية قانونية، وهو ما أكده رئيس القائمة العراقية إياد علاوي في اتصاله مع الأمين العام للجامعة العربية. والحال أن المزايدة في التصريحات المتبادلة للاتهامات لم تتوقف عند هذا الحد، وإنما امتدت إلى ما أكده النائب عن الاتحاد الكردستاني، أسامة جميل والذي أكد أن رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني لن يسلم طارق الهاشمي لبغداد، في محاولة للتأكيد على تعاطف إقليم كردستان السني مع الهاشمي، وفي سياق متصل ذهب النائب أحمد العلواني في الكتلة العراقية إلى اتهام كل من سوريا وإيران بالوقوف وراء التفجيرات والفتنة الطائفية التي تعصف بالعراق.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/12/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: سامية بلقاضي
المصدر : www.elkhabar.com