الجزائر

وزير الثقافة يفتتح المهرجان



وزير الثقافة يفتتح المهرجان
افتتح، أول أمس، وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، المهرجان الدولي للسماع الصوفي في طبعته السادسة، والذي سيدوم إلى غاية 12 نوفمبر الجاري، بمشاركة 18 فرقة وطنية ودولية، بدار الثقافة هواري بومدين في ولاية سطيف. وفي كلمته الافتتاحية، أوضح محافظ المهرجان، إدريس بوديبة، أنّ السماع الصوفي كفن عالمي، قد نجح في أن يصالح بين الإنسان وذاته، وفي الوقت آنه، هو مقام وحال لاستعادة القيم الإنسانية الرفيعة، مشيرا إلى أنه إضافة إلى البرنامج الفني الذي سطرته هيئة المهرجان، ليس على الهامش وإنما بالموازاة، ثمة برنامج علمي أكاديمي، تقدم فيه سلسلة من المحاضرات، زيادة إلى تخصيص معرض للفنون الإسلامية، وتنظيم ورشة تكوينية موجهة للفرق المحلية، وهي مفتوحة لكل الراغبين في التكوين والهواة.وفي السياق، أكد بوديبة أنّ هيئته تعمل في كل مرة على تقديم برنامج اندماجي وتفاعلي بين الفرق الأجنبية ونظيرتها الجزائرية، وهذا شكل آخر من أشكال التكوين، مضيفا، أنّ مدينة سطيف، إن تكن قد احتضنت هذا المهرجان الدولي، فذاك ليس صدفة، حيث بها عشرات الزوايا والعديد من الفقهاء والعلماء الذين أنجبتهم هذه المنطقة عبر العصور، ما خلق تراكما روحيا، أعطى للسماع الصوفي كل هذه الأهمية بين سكان سطيف. وقبل إعلانه الرسمي عن افتتاح المهرجان، أفاد وزير الثقافة أنّ سطيف، ترسّم مرة أخرى يومياتها بألقها المعهود، بتنظيمها للطبعة السادسة للمهرجان الدولي للسماع الصوفي، الذي حظي منذ دورته الأولى بالاحتضان الجماهيري الواسع، بعد أن كان هذا الفن مقتصرا في القديم على المجالس الخاصة. مضيفا، أنّ هذا المهرجان بقدر ما هو مساحة للتعابير الثقافية الروحية، فهو كذلك هاجس اجتماعي بأطروحاته التربوية والأخلاقية، إلى جانب السياقات الفنية المرهفة التي تتناغم مع الأجواء الصوفية المتألقة بالأنوار والأشواق. وأوضح الوزير أنّ ستة أيام لا تكفي لاستعادة هذا الكنز العظيم من المسموعات الراقية، ولكنها فرصة سانحة للغوص في أزمنة ثمينة، فيها من الحياة عناصرها ومن الوجدان خصوبته، ومن الروحانية تحليقها في سماء الوجود البعيد.مؤكدا في سياق ذي صلة، أنّ استمرارية مثل هذه المهرجانات، مرهونة بتكاثف الجهود بكل ما فيها من عطاء المنظمين وسخاء المتابعين الذين يؤرقهم العمل الثقافي كفعل نبيل وكمرجعية جوهرية للاستثمار في قيم العقل وبناء الإنسان.واختتم ميهوبي مداخلته، بتقديم توجيهات لعمال القطاع بضرورة الحرص على تقديم ما هو نوعي والابتعاد عن الارتجالية. والترويج للمنتوج الثقافي مع الالتزام بترشيد النفقات.وحظي البروفيسور، أحمد بوسنة من ولاية سطيف، بتكريم خاص من معالي السيد وزير الثقافة، نظير مجهوداته العلمية في المجال الأكاديمي والتعريف بالموروث الروحي الجزائري، وهو عميد سابق لجامعة سطيف، ومختص في الفيزياء النووية. لتنطلق بعدها العروض الفنية لفرقتي أشواق، والراحل توفيق بوراس من سطيف، والتي قدمت سماعيات من التراث الوطني بتنويعاته الجزائرية متعددة الأطياف، تلتها مجموعة الصوفية ”دارفيزان” من تركيا، وفرقة محمود التهامي من مصر، والتي أبدع أفرادها في أداء ألوان وتنويعات صوفية مستلهمة من أجمل قصائد الشعر الصوفي العربي والعالمي، أمثال الحلاج، رابعة العدوية، جلال الدين الرومي، وغيرهم.وفي الختام، تلاحمت كل الفرق فوق ركح دار الثقافة هواري بومدين، وأدت مقطوعات رائعة تنم عن الانسجام والتفاعل بين هذه الأصوات مختلفة المشارب الفنية، وهي كلها تصبّ في سيرورة التوحيد والتمجيد للذات الإلهية المطلقة.وفي اليوم الثاني من المهرجان، حاضر الدكتور نذير حمادو، حول ”دعائم التصوف الإسلامي”، من حيث الزهد في الدنيا، مراقبة الله سبحانه وتعالى، وذكر الله تعالى.وأوضح الأستاذ حمادو أنّ التصوف الإسلامي الحقيقي الذي بدأ سلوكا عمليا تطبيقيا لشريعة الإسلام ومقاصدها، وآدابها، لم تكن له نظريات أو تسميات خاصة، تجعله علامة على الانقطاع لعبادة الله، بل كان سلوكا عاما لأعمال الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم إلى نهاية القرن الثاني الهجري.وأكد المحاضر أنّ التصوف الحقيقي، هو النابع من أصول الإسلام بالقرآن والسنّة النبوية، وأحوال الرسول الكريم وصحابته وأئمة التابعين ومن تبعهم. واختتم الأستاذ في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، محاضرته باعتبار التصوف حقيقة من حقائق الإسلام الأصلية، وهو على التحقيق روح الإسلام ومقصده العظيم.إلى ذلك أطربت فرقة بوريزو من إسبانيا رفقة فرقة الأجيال الصاعدة من غرداية وفرقة الأقصى من الجزائر، الجمهور الحاضر الذي توافد بأعداد كبيرة إلى دار الثقافة هواري بومدين لمتابعة فعاليات الطبعة السادسة من المهرجان الدولي للسماع الصوفي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)