الجزائر

وزراء يركضون وراء ثاني وعاء انتخابي بعد العاصمة



خرج خمسة وزراء في الحكومة لتدشين 22 مشروعا مندرجا في البرنامج الخماسي لرئيس الجمهورية بعاصمة الهضاب العليا سطيف، وهذا قصد الظفر بأصوات أهم وعاء انتخابي بعد العاصمة مباشرة، ما كرس فكرة أن الحكومة استأنفت مهمة تنشيط الحملة الانتخابية بعد نفاد الوقت المخصص للمترشحين، الذين لم يتبق في جعبتهم سوى انتظار امتحان الصندوق.
وأخذت سلسلة التدشينات التي قام بها كل من وزير التربية الوطنية والموارد المائية، الطاقة والمناجم والشباب والرياضة طابعا انتخابيا محضا، كونها تزامنت وتشميع الحملة الانتخابية التي نشطها المتنافسون لقبة البرلمان، حيث خرج الوزراء عن صمتهم داعين الناخبين للتصويت يوم الاستحقاقات القادمة، مثلما هو الامر لوزير التربية أبوبكر بن بوزيد ووزير السكن والعمران نور الدين موسى، فيما فضل البعض الآخر التأكيد على ذلك في رسائل ضمنية للمواطنين الذين تجمعوا على قارعة الطرقات لاستقبال الوفود الوزارية للولاية كما هو الحال لسلال وجيار.
ويسعى وزراء الحكومة للاستثمار قدر الإمكان في الوقت المتبقي للحملة واستغلاله للاستقطاب وإقناع المواطنين بالتصويت. وعلى الرغم من وجود مشاريع تنموية مؤهلة للتدشين والتسليم في عدة ولايات من الوطن، إلا أن الحكومة ارتأت إرجاءها وتسبيق ولاية الهضاب العليا، ليس اعتباطيا وإنما للمصلحة الانتخابية كون الولاية تأتي في الترتيب الثاني مباشرة بعد العاصمة، من حيث الكثافة السكانية إذ تضم مايناهز 1.7 مليون ساكنة وهيئة ناخبة تفوق 800 ألف ناخب، الأمر الذي تحرص السلطة على الاستثمار فيه قدر الإمكان لكسب المزيد من المصوتين، هذا فضلا عن الأهمية الاقتصادية والتجارية لولاية سطيف.
ولهذا السبب توغل الوفد الوزاري للهاشمي جيار مثلا الى مداشر وقرى المنطقة الشمالية المتاخمة لولاية بجاية لوضع حجر الاساس لمجموعة من المشاريع بتالة ايفاسن وبوسالم وهي المنطقة المعروفة بمقاطعتها الواسعة للاستحقاقات، كونها محسوبة على جهة القبائل الصغرى، حيث تعمد الوفد الوزاري بخرجته هذه محو آثار المقاطعة في هذه المناطق النائية التي اعتادت على سلوك مقاطعة الصندوق مع كل استحقاق باستثناء القلة القليلة.
كما انتشر وزراء المياه والتربية والطاقة والسكن في أرجاء الولاية لكسر الجمود وتمرير رسائل مفادها أن التصويت يعني الاستمرارية التنموية والاقتصادية للبلاد، سيما وأن عدد المشاريع المدشنة بلغ 22 مشروعا، دون احتساب تلك التي تشملها زيارة الرئيس.
وتعد القوائم الانتخابية لولاية سطيف من ضمن أهم القوائم التي تضم رجال أعمال ومال، حتى وإن كانوا متحزبين، حيث يملك أغلبيتهم مشاريع استثمارية وتجارية وهم ينحدرون من ولاية العلمة، مثلما هو الأمر لمترشحي الأفلان، الأرندي، المستقبل، حركة الانفتاح وأيضا حزب جاب الله.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)