من المؤكد أن القارئ الجزائري لن يستغرب من العنوان الذي وضعته اليوم، فالممهلات أو الدودانات (ظهور الحمير) هي ظاهرة جزائرية بامتياز ولا يمكن أن تشاهد هذه الظاهر وبمثل هذه الكثافة وهذه الفوضى في دولة أخرى غير الجزائر أرض المعجزات.. نحن الدولة الوحيدة التي يطالب فيها السكان بتعبيد الطرق وفور الإنتهاء من تعبيدها يطالبون بإقامة الممهلات، ولعلنا الدولة الوحيدة التي تقام فيها ممرات علوية للراجلين وتحت الممرات ممهلات، والأجمل من هذا كله أنها البلد الوحيد في العالم الذي تنعدم فيه الإشارة إلى هذه الممهلات المميتة في كثير من الأحيان... صحيح أنني لم أزر كل بلاد العالم لكن البلدان التي زرتها سواء كانت متطورة ومختلفة كبلادنا لم ألاحظ فيها هذه (السدود) وهذه (الحواجز) التي توضع اعتباطيا في الطرق، لم ألاحظ هذا العبث بأرواح مرتادي الطرق وهذه الإستهانة بمركباتهم التي كثيرا ما تضررت بسبب هذه الممهلات التي لم تحترم فيها المقاييس، قد يقول قائل أن ساكني بعض الأماكن التي وضعت فيها الممهلات طالبوا بها بعد أ ن قتل أحد السائقين المتهورين واحد من أبنائهم ولماذا لا نترك العدالة تقوم بدورها، ولماذا لا نقوم بحملات وعي لأبنائنا بضرورة الإنتباه الجيد قبل قطع الطريق لأن أغلب الضحايا يتحملون أيضا المسؤولية عن الأضرار التي لحقت بهم وبعضهم يمكن أن نقول أنهم منتحرون وليسوا ضحايا... وقبل أن نسع إلى وضع ممهلات حتى في الطريق السيار الذي بدأت تظهر عيوبه في كثير من أجزائه واعترته تصدعات وتشققات، وقبل أن يفكر بعض (القافزين) في جزائر (وكل شيء ممكن) بإقامة ممهلات للقطار، الترامواي والميترو وربما مستقبلا للطائرات علينا أن نفكر بجد في إنجاء وزارة منتدبة لدى وزارة الأشغال العمومية أو وزارة النقل مهمتها الرئيسية الممهلات ولا شيء غير الممهلات، ومن حقنا حينها أن نفتخر ونقول نحن أول دول في العالم أنشأت مثل هذه الوزارة التي سيأتي من ورائها الخير العميم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/10/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سليمان جوادي
المصدر : www.al-fadjr.com