تحوّلت شوارع تندوف إلى ورشة مفتوحة على الهواء الطلق والتي شهدت انطلاق العديد من المشاريع التي سطرتها بلدية تندوف أكسبت المدينة وجهاً جمالياً لاقى استحسان وترحيب المواطنين، فقد شرعت بلدية تندوف في إعادة الاعتبار للعديد من الساحات العمومية ومحاور الدوران ومعظم الشوارع الرئيسية من خلال زراعة العشب الطبيعي في هذه المناطق كتجربة أولى بالولاية، وقد صاحب هذه العملية التي رُصد لها غلاف مالي معتبر تسخير كامل إمكانيات البلدية البشرية منها والمادية ومتابعة من السلطات المحلية من أجل إنجاحها والمحافظة عليها. من جهة أخرى كان للإنارة العمومية نصيبها من التحديث والعصرنة، فنظراً للتكلفة المرتفعة لصيانة أعمدة الكهرباء التقليدية والاستهلاك المفرط في الطاقة الكهربائية، باشرت المصالح التقنية ببلدية تندوف في تعميم تركيب مصابيح أكثر توفيراً عبر العديد من الأحياء، فيما استفادت مناطق أخرى من عملية مماثلة شملت تركيب أعمدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية في خطوة تهدف إلى التقليل من فاتورة استهلاك الكهرباء.وفي سياق متصل انطلقت حملة واسعة النطاق للقضاء على الحُفر والنقاط السوداء المنتشرة عبر طرقات المدينة والتي كانت إلى وقت قريب السمة السائدة لشوارع وأحياء تندوف، فالعملية التي تكفلت بها مديرية الأشغال العمومية بمعية بلدية تندوف شارفت على الانتهاء في كثير من الأحياء، في حين انتهت العملية في أحياء أخرى وعادت الطرقات الى حالتها الأولى بعد عمليات الحفر التي شهدتها بفعل إعادة الاعتبار لشبكة المياه الصالحة للشرب وشبكة الصرف الصحي، بالإضافة إلى عمليات أخرى مسّت الشبكة الطريقة المنتشرة عبر إقليم الولاية من طرق ولائية وبلدية وحدودية على مسافة إجمالية تقدّر بحوالي 3913 كلم بلغت فيها نسبة الانجاز مراحل جد متقدمة رغم بعد المسافة عن نقاط التموين بالمواد الأولية وصعوبة التضاريس في بعض المناطق، فالطريق الوطني رقم 50 البالغ طوله 1107 كلم شهد انطلاق عملية تعبيد وإعادة اعتبار مست 106 كلم منه بغلاف مالي قدره 113 مليار سنتيم، في حين تبقى من المشروع حوالي 220 كلم هي في طور الإنجاز ومن المفترض تسليمها أواخر العام الحالي، فيما استكملت عملية تعبيد وصيانة الطرق الولائية على مسافة 151 كلم والطرق البلدية ب125 كلم، الطرق الحدودية هي الأخرى استفادت من عملية تعبيد مسّت 1475 كلم من طولها الإجمالي البالغ 2530 كلم، وهي نسبة متقدمة مقارنة بالعقبات التقنية وصعوبة التضاريس التي تميز هذه المناطق.
وبالتوازي مع عملية تزيين الشوارع ومحاور الدوران بالعشب الطبيعي، أعطى «حبيتر العيد» رئيس بلدية تندوف توجيهات صارمة للمصالح المختصة بضرورة وضع حدّ لقطعان الماشية المتجولة داخل النسيج العمراني للمدينة وحجزها، وأصدر رئيس البلدية إعلان للمواطنين بضرورة الالتزام بتربية المواشي في الأماكن المخصصة لها، وهي الخطوة التي أثبتت فشلها في المجالس السابقة رغم الترحيب الواسع الذي حظيت به من طرف المواطنين، في حين طالب البعض الآخر بتوفير فضاءات مناسبة لتربية المواشي وتخصيص أماكن لمثل هذه النشاطات قبل الشروع في عملية حجز الاغنام التي تعتبر مصدر رزق العديد من العائلات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/08/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : تندوف عويش علي
المصدر : www.ech-chaab.net