الجزائر

ورشات تنام نهارا و تنشط ليلا بسبب الحر في رمضان .. نقلة لم يتعود عليها الجزائريون



ورشات تنام نهارا و تنشط ليلا بسبب الحر في رمضان .. نقلة لم يتعود عليها الجزائريون
في نقلة ليست مألوفة تماما في سلوكيات المجتمع الجزائري عامة تحولت هذه الأيام مهن دأب الناس على ممارستها في النهار إلى الليل وذلك تحت وطأة ارتفاع درجة الحرارة خلال شهر رمضان .فالعديد من المهنيين و الحرفيين و كذا الناشطين في مجال الخدمات إضطرتهم الظروف المناخية القاسية جراء درجة الحرارة التي تتعدى أحيانا عتبة الأربعين تحت الظل مقرونة بتأدية الصوم في هذا الشهر الفضيل إلى تكييف رزنامة النشاط جذريا بما جعل مواقيت العمل مقلوبة رأسا على عقب. الليل لنشاط المحلات و الورشات .. نحو التأقلم في ظل المتغيرات الطارئة على يوميات الجزائريين التي أملتها الضرورة القصوى، تلاحظ تحت جنح الليل ورشات متعددة تنشط بشكل عادي،ما يوحي أنها تأقلمت مع المواقيت الجديدة المطبقة تلقائيا على غرار ورشات البناء والنجارة والخياطة والحدادة الفنية والخراطة والترصيص الصحي إلى جانب ورشات تصليح العجلات المطاطية و الدراجات الهوائية والنارية ... كما فتحت في الفترة الليلية العيادات الطبية للخواص و محلات القصابة للحوم بنوعيها الحمراء و البيضاء ونقاط تسويق الهواتف النقالة ولواحقها و فضاءات بيع مواد البناء والحديد والخشب وقطع الغيار للمركبات وحتى مدارس تعليم السياقة. حتّى الفلاحون يفضلون النشاط ليلا .. في خضم هذه التحولات التي طالت مواعيد العمل بعفوية في قطاعات وأوجه نشاط متعددة فإن مجال الفلاحة بدوره لم يبق حالة استثنائية بحيث يعكسها بوضوح لجوء كثير من الفلاحين إلى السقي و جني الثمار ليلا مستعملين في ذلك مصابيح يدوية. دون شك فإن المهن التي وجدت طريقها إلى عالم الليل لا تلغي نشاط المتاجر التي تمارس وظيفتها نهارا وأيضا المرافق التي تستوجب العمل بها على مدار ال 24 ساعة يوميا على غرار محطات خدمات توزيع وقود المركبات و مصالح الاستعجالات الطبية ومحطات نقل المسافرين، كما يبدو أن المهن التي إستغنى أصحابها عن مزاولتها نهارا بدعوى الحرارة المرتفعة والصوم لا تلغي بأي حال الأنشطة اللصيقة بليالي الشهر الفضيل التي تكرست في حياة الجزائريين وشكلت مصدر رزق لكثير منهم من ذلك ممارسة تجارة سندويتشات البيض المسلوق واللحم المشوي على الجمر والشاي المنعنع. و يمكن القول بأن الأنشطة المهربة إلى عالم الليل التي فرضت منطقها بقوة لاقت إستحسانا في أوساط عديد المواطنين وأضفت مزيدا من الحيوية على المدن التي باتت لا تنام.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)