الجزائر

وجوه في الضوء



وجوه في الضوء
فراشة الكوكب البنفسجي في ذكرى رحيلها السادسة والعشرونزهرة رابحي أو صافية كتو هاهي تعود إلى مسقط رأسها مرة أخرى بعدما عادت إليها سنة 1989، سنة رحيلها وهي التي جاءت إلى هذا الوجود في 15 نوفمبر من عام 1944 بالعين الصفراء .صافية المرأة المتمردة والصحفية المغامرة وبين التمرد والمغامرة وجدت مساحة للبوح الشعري لمعانقة الحرية،الحياة والوجود فكانت بدايتها مع عالم الأدب والصحافة .وتحت شعار "الشعر كخطاب إنساني" أحيت السبت الماضي جمعية صافية كتو بالعين الصفراء ولاية النعامة الذكرى السادسة والعشرون لرحيل الكاتبة والصحفية صافية كتو وذلك بتسطير برنامج ثقافي وأدبي متنوع أهمه يوم دراسي حول حياة الراحلة إلى جانب دور الشعر كوسيلة للاتصال الإنساني حيث شارك في هذا الملتقى الفكري كوكبة من المثقفين والأساتذة الجامعيون من داخل الولاية وخارجها .مع مطلع الاستقلال اشتغلت كمدرسة للغة الفرنسية بإحدى مدارس العين الصفراء إلى غاية سنة 1969 حيث فضلت الانتقال إلى العاصمة لتعمل كمتعاونة في وزارة التربية والتعليم،ثم موظفة مؤقتة في شركة مهتمة بالفلاحة لتتقلد منصب صحفية بوكالة الأنباء الجزائرية مع بداية سنة 1973 . كما باشرت الخدمة كمحققة صحفية،اهتمت بكتابة القصة والشعر ووجدت جرائد المجاهد،الجزائر الأحداث،الجزائرية والثورة الإفريقية وغيرها من وسائل الإعلام الجزائرية المتوفرة آنذاك طريقا لنشر مؤلفاتها وكتاباتها التي تعج بالحساسية المفرطة تجاه كل ما هو جميل .فقد تفننت بإرادتها الحالمة في تأثيث كوكب بنفسجي لا يعرف إلا الصفاء والجمال .فجمعت مجموعتها الشعرية تحت عنوان صديقتي القيتارة التي تم طبعها سنة 1979 وكذا مجموعتها القصصية بعنوان الكوكب البنفسجي سنة 1983 زيادة على مسرحية تعرف ب" اسما "،مثلت في القناة الثالثة ومجموعة قصصية للأطفال لم تطبع سمتها وردة الرمال،ورواية تهتم بالشق النفسي والاجتماعي وتعد من السباقين في مجال أدب الخيال العلمي .رحلت عن هذا الوجود يوم الأحد 29 جانفي 1989 بالجزائر العاصمة ودفنت بمسقط رأسها بمقبرة سيدي بومعة بالعين الصفراء. كل الذين عرفوها أطلقوا عليها زهرة اللوتس أو فراشة الكوكب البنفسجي،لأنها كانت حالمة ومقبلة على حياة ، لكن الحياة لم تكن في وجهها سوى كما صورة الموت الذي كان سيجيء ساحبا الدمار معه لكل وطنها،قال وسيني الاعرج في رواية سيدة المقام على لسان بطله الذي كان يعبر جسر تيليملي وهو يبصر صافية كتو من عمق الهاوية "كانت تلك المرأة كما الكائنات التي تتحسس الزلزال ".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)