لا زالت وجوه البراءة منتهكة الحقوق في الجزائر، خاصة أن الكثير من الأطفال يضطرون إلى التخلي عن مقاعد دراستهم ليتحملوا مسؤولية تفوق طاقتهم، وما زاد الطين بلة أن الكثير من الفتيات القاصرات بتن مستغلات من قبل شبكات للدعارة، في المقابل أصبح العديد من الأطفال ضحايا قسوة الآباء ما يدفع بالكثير منهم إلى الهروب إلى شارع لا يرحم والدخول بطريق الانحراف الذي يدفعهم إلى ارتكاب جرائم، فينتهي بهم المطاف بمراكز إعادة التربية وأخرون يدفعون ثمن أخطاء أوليائهم خاصة مجهولو الهوية الذين يقضون حياتهم بالشوارع برفقة الأمهات العازبات بوضعية مزرية في العراء، متحملين قسوة الحياة بينما تضطر وجوه بريئة أخرى إلى دخول عالم التسول بالتجول في شوارع العاصمة بموافقة أوليائهم الذين يهدفون إلى تحقيق الربح على حساب تلك الوجوه البريئة التي لم تسمح لها ظروفها الصعبة بالتمتع بحقوقها حتى في يومها العالمي.
أطفال دون هوية ضحايا العلاقات غير الشرعية
هي وجوه بريئة لم ترتكب أي ذنب سوى أنها دفعت ثمن أخطاء أمهات عازبات أنجبن أطفالا دون هوية، فأصبح ملجأهم الوحيد الشوارع أو النوم في أقبية العمارات وأرصفة الشوارع، وهو حال إحدى الأمهات التي وجدناها برفقة أطفالها الأربعة، حيث علمنا منها بعدما تقربنا منها أنها أنجبتهم بعد تعرضها للاغتصاب من قبل بعض المارين ليلا فأصبح مصير طفلها عمر، صاحب الست سنوات مجهولا وبدون مستقبل بسبب عدم اعتراف والده به ما كان سببا في عدم تحقيق حلمه في الالتحاق بمقاعد الدراسة كغيره فلم يجد من خيار لسد جوعه سوى تلبية طلبات صاحب المطعم المقابل للحديقة التي يعيش بها برفقة عائلته، حيث أخبرنا أنه يضطر يوميا لقطع مسافات طويلة للسوق حاملا معه قفة الخضر وبعض المواد الغذائية مقابل خمسين دينارا ليسد جوعه ببقايا طعام زبائنه. ولا يختلف وضع شقيقته منال، التي لم تنعم يوما بقسط من الراحة خاصة أن ظروفها الصعبة لم تسمح لها بالتمتع بطفولتها، وبالرغم من أنها لم تتجاوز السبع سنوات إلا أنها تضطر لمرافقة والدتها بالتجول في العاصمة، قاطعة مسافات طويلة لتمد يدها الصغيرة وهي تردد ما علمتها إياه والدتها وهي تتسول بملابسها المهترئة وتخفي شعرها الجميل بغطاء رأسها لتساعد والدتها على جني صدقة المحسنين. في حين فإن الكثير من الأمهات العازبات يتخلين عن ضمائرهن فيلقين بمواليدهن في صناديق القمامات والغريب أن أخريات يفضلن التخلص من أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/06/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : دينا روبي
المصدر : www.essalamonline.com