الجزائر

وجودي بالجزائر أكبر التكريمات



وجودي بالجزائر أكبر التكريمات

حقّق السينمائي السوري محمد ملص خلال دراسته ثلاثة أفلام روائية قصيرة، هي "حلم مدينة صغيرة"، "اليوم السابع الكل في مكانه..." و"كل شيء على ما يرام سيدي الضابط"، إحدى عشرة جائزة في مهرجانات سينمائية، دولية وإقليمية.كما نال فيلمه "الليل" خمس جوائز في مهرجانات سينمائية دولية وإقليمية عديدة مثل مهرجانات دمشق وقرطاج، لندن، بيروت ومراكش.. وتمّ تكريمه في الكثير من المهرجانات العالمية جراء الأفلام التي مثل فيها أوتلك التي أخرجها، الأمر الذي جعل إدارة المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران تختاره لرئاسة لجنة تحكيم الأفلام الطويلة في طبعتها التاسعة، وهو الأمر الذي يقول عنه بأنه زاده فخرا واعتزازا.."المساء" التقته وكان هذا الحوار.كيف استقبلت فكرة تعيينك رئيسا للجنة تحكيم الأفلام الطويلة؟— أعجبتني الفكرة ولم يكن بوسعي رفضها كونها جاءت من محافظة مهرجان وهران العربي الجزائري وما أدراك.وما أدراك؟— نعم وما أدراك، نحن في سوريا وبقية دول العالم العربي نكن احتراما كبيرا للجزائر وما أدراك ما الجزائر يقولها تكرارا ومرارا لأنها فعلا رمز الحرية والتضحية.. هي بكلّ بساطة رمز كلّ ما هو جميل في الحياة، إذ يكفي أن تكون الحجاز والشام أرض النبوة والرسالات، فالجزائر أرض الأولياء والكرامات.؟كيف وجدت العمل في اللجنة التي ترأستها— والله العمل كان ممتازا لسبب بسيط وهو أنّ كلّ الأخوة متفهمون لعملهم وسبق لهم أن شاركوا في العديد من المهرجانات وبالتالي فهم من أهل الاختصاص ومن الذين يمكن للإنسان أن يتفاهم معهم حتى في زمن الاختلاف وليس الخلاف.إذن كيف وجدتم مستوى الأفلام المشاركة في هذه الطبعة؟— الأفلام كان مستواها جيدا وساهم بشكل كبير في ترقية العمل السينمائي من خلال المواضيع التي تمت مناقشتها في كل فيلم.قبل هذا كنت في لجنة الاختيار التي استقبلت أزيد من 500 فيلم؟— نعم وكان معي الكثير من الزملاء الذين اتفقنا معهم على وضع مقاييس لاعتماد مشاركة الأفلام الأمر الذي مكّننا من إجراء عملية الاختيار بكل سهولة.اعتمدتم في الاختيار على الأعمال الجادة والجدية والجديدة؟— نعم، بالضبط لقد اعتمدنا هذه المعايير وأخرى لا تقل أهمية منها القيمة الفنية للفيلم ومحتوى الموضوع المعالج، هذا ما يفسر اختيار المواضيع ذات العلاقة بالواقع المعاش من خلال الأوضاع العربية العصيبة التي تمر بها الأمة العربية.ليس هذا فقط بل هناك من الأفلام التي تتعرض للاضطهاد ولعلكم من خلال متابعتكم لها في دور العرض اكتشفتم رفقة الجمهور المحتوى الذي تمت معالجته من طرف المخرجين.بعيدا عن وهران ومهرجانها السينمائي، كيف ترى مستوى الإنتاج الفني العربي؟— أنا أعتقد أنه ما زال أمامه العمل الكثير للوصول إلى المستوى الذي أريده له شخصيا وأجزم أنه لو حاورت العديد من المخرجين الموجودين بوهران فقط على سبيل المثال لما وجدت واحدا منهم مقتنع بالأعمال السنيمائية الحالية، لأن كل واحد له طموح في أن الوضع أحسن وظروف العمل أجود وإمكانيات العمل وغيرها من الأمور في المستوى.إذن فالأمر ليس بالمفهوم الإيجابي وأعتقد أنك سلبي زياد على اللزوم؟— أنت مخطئ كثيرا، فأنا من السينمائيين العمليين الواقعيين الذين يسمون الأشياء بمسمياتها ولا يخافون قول الحقيقة وكشفها ما دامت تخدم المصلحة العامة ولا تنقص من قيمة وقدر أيّ إنسان.سبق لك أن قلت بأن السينما هي من تصنع المدينة وتعيد بناءها، ماذا تقصد بالذات؟— الأمر بسيط جدا، لأنه مهما عملنا فإننا نبقى حبيسي أفكارنا ما لم نجسدها على أرض الواقع ويمكن أن يتم ذلك من خلال العديد من الطرق إلا أن أقرب الطرق وأبسطها هي استعمال الكاميرا واستغلالها في مجال التصوير ونقل الواقع كما هو دون تحريف أوتزييف، ليتمكّن المشاهد من معرفة الحقيقة التي يحاول الجميع من خلال ضم الجهود إلى إحداث التغيير وتحقيق التنمية المطلوبة من أجل البناء وإعادة الترميم وتحسين الواقع وتجميله.ومع مرور الوقت، هل وجدت ضالتك في السينما التي كنت تحلم بها مع الأيام؟— الحقيقة أنني لم أجدها بعد رغم مرور الكثير من السنوات؛ لأن التي كنت أحلم بها لم تتمكّن من بناء المجتمع ولا ترميمه، والدليل على ذلك هو مجموعة الصور التي تنقلها مختلف قنوات الشاشة العالمية عن حالات الدمار التي تمس العالم العربي والإسلامي؛ وكأن الإرهاب مرتبط بالإسلام رغم الاعتراف الدولي بأن الإسلام دين سلم وسلام، وأن الإرهاب لا دين ولا عرق ولا لون له.أمازلت متمرّدا على الواقع في هذه السن المتقدمة كما كنت أيام الشباب؟— أنا مستمر في التمرّد على الواقع ولكن بطرق مختلفة عما كنا عليه أيام الصبا والشباب. وسبب التغير يعود إلى الإرث الذي نكتسبه من خلال النضال المستمر الذي نقوم به طيلة أيام العمر، وهنا يستوقفني البيت الشعري الذي يقول: "ألا ليت الشباب يعود يوما *** فأخبره بما فعل المشيب".هل أنت نادم على اختيارك عالم السينما؟ وهل تمكنت من بناء جزء من المدينة المهدّمة؟— أنا غير نادم تماما، ولو عدت إلى الوراء لوقع لي نفس الاختيار، غير أنّني ربّما كنت سأختار طرقا أخرى للنضال من أجل أن لا تكون السينما في العالم العربي كطفرة من الطفرات التي تصنعها الدول، ثم تحجبها وقت ما تريد بعدما يتم تحقيق الغاية من الطفرة.أنا أعتقد خالصا أن السينما تساهم بشكل كبير، في تحقيق النمو والرفاهية والازدهار للشعوب، ولا أدل على ذلك من المستوى المعيشي المتطور جدا للشعوب الأمريكية والأوروبية التي تمنح الحرية المطلقة للكاميرا في التعامل مع الواقع الذي تتفاعل معه وفق ما هو بعيد عن الضغوطات السياسية الفوقية، عكس ما هي عليه الحال في الدول العربية والإسلامية التي تخاف من كل متحرك؛ كونها تفضل الجمود وإبقاء الأشياء على حالها خوفا مما يحمله الغد.بمعنى أن الأحسن عدم المغامرة في المجهول؟— نوعا ما هكذا يرى مسؤولونا ومسيّرو شؤوننا العامة.وهل تعتقد أنّ الأمور ستتحسن يوما ما؟— بطبيعة الحال؛ لأن "دوام الحال من المحال"، والأمور ستتغير آجلا أو عاجلا، لأنّ هذه هي طبيعة الأشياء؛ كون الوجود أصلا متحركا غير ثابت، وبالتالي فإنّ التغيير حاصل والنمو قادم، والذي اجتهد وأصاب، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، "فله أجران"، ونحن نعمل من أجل الحصول على الأجرين بدل الأجر الواحد الذي هو من نصيب المجتهد غير المصيب.— أنا حامل كل المودة ومشاعر الحب للشعب الجزائري، الذي منحتني إدارة مهرجان الفيلم العربي إمكانية التعرف عليه والبقاء إلى جانبه طيلة هذه الفترة التي كانت مليئة باللقاءات الحميمية والودية التي لن أنساها أبدا، لأنّها منحتني فرصة استنشاق هواء أرض الشهداء الأحرار وبلد المليون ونصف مليون من الشهداء وبلد صالح الأولياء وأجود الكرامات.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)