انتشرت ظاهرة إيصال الطلبيات والخدمات إلى المنازل والزبائن، وعلى رأسها أطباق الأكل، بشكل ملفت للانتباه في الآونة الأخيرة وبطريقة جذابة، حيث أصبح بإمكان العائلات أن تتحصل على طبق ساخن في وقت سريع، وذلك بالاتصال بمطاعم متخصصة لإيصال الطلبيات إلى أصحابها بأسعار معقولة تحت شعار “ماكلة سخونة ومضمونة”.
لم يعد إيصال الطلبيات والخدمات على اختلاف أنواعها للمنازل مقتصرا على الدول الأوروبية وبعض الدول العربية فحسب، بل انتشرت رقعة هذه الخدمة لتشمل عدة مطاعم بالعاصمة، وذلك بالاستناد على أعوان شبان يرتدون زيا موحدا ويقومون بإيصالها للزبون، بعد اختياره قائمة الأكل المراد اقتناؤها، بواسطة دراجة نارية تحتوي كامل الشروط اللازمة من تعبئة وتغليف لحفظ المأكولات.
إيصال الطلبات للمنازل تحظى بشعبية كبيرة
من المعروف عند الجزائريين أنهم يتمتعون بذوق راق ومتعطشون لاكتشاف كل ما هو جديد، كما أنهم يرغبون في الحصول على مزايا متطورة ترضي رغباتهم حتى لو كلفتهم مبالغ طائلة. ولعل خدمة الإيصال، وفي مقدمتها الأطباق والمأكولات، إلى المنازل تحظى بشعبية كبيرة من قبل العائلات التي تتهافت عليها بشكل ملفت للانتباه في الآونة الأخيرة، نظرا لخدماتها الراقية والجذابة. وفي هذا الشأن ارتأت “الفجر” أن تستطلع آراء البعض لمعرفة رأيهم في هذا الموضوع، حيث أعرب جل من تحدثنا إليهم “أنها خدمة جيدة وعصرية، لما لها من مزايا عديدة توفر عناء الذهاب إلى المطاعم أوشراء بعض المستلزمات من السوق”.
من جهته، كشف صاحب مطعم بالقبة “أن هناك إقبالا كبيرا للزبائن الذين يقومون بالاتصال يوميا لطلب طبق معين، ونحن بدورنا نقوم بإيصاله إلى العنوان الشخصي، مع ضمان الإيصال لغاية باب المنزل”.
وعن الأسعار، أضاف ذات المتحدث أنها تختلف حسب نوعية الطعام مع احتساب تكلفة النقل حسب الوجهات.
.. وآخرون وجدوا ضالتهم في هذه الخدمة
كما يكثر الطلب على هذه الخدمات في جميع الأوقات، وبالأخص في الفترات المسائية، حيث تتعامل هذه المطاعم مع بعض الموظفين والإطارات الذين يعملون لساعات متأخرة من الليل، وهو ما أكده صاحب مطعم آخر بدالي إبراهيم.. “هناك إقبال كبير من طرف الموظفين وباشتراك شهري”، مشيرا إلى أنهم يتعاملون معهم باستمرار، خاصة في الاجتماعات وندوات العمل”.
كما لقيت هذه الخدمة استحسانا من طرف العاملات اللواتي يصلن إلى المنزل منهكات من التعب، حيث يضطرن إلى الاستعانة بها بدلا من العناء والخروج لشراء حاجياتهن أو عند مجيء أحد الضيوف، فيلجأن إلى طلب الطعام جاهزا.
في هذا الإطار، قالت السيدة (ب.و)، موظفة بإحدى الشركات العمومية “إن هذه الخدمة حلت لها مشكلة كثيرة من بينها تحضير الطعام للضيوف، خاصة أنها تضطر إلى البقاء في العمل لساعات متأخرة، وهو الأمر الذي يحول دون وصولها إلى البيت باكرا”. وفي السياق ذاته، لقيت هذه الخدمة استحسانا أيضا من قبل العرائس الجدد اللواتي يتجنبن الدخول إلى المطبخ لإعداد بعض أطباق الولائم، وهو ما لمسناه عند سميرة، متزوجة، قالت إنها استعانت ببعض المطاعم لتحضير بعض الأطباق عندما دعت أهل زوجها للعشاء.
وكان للأخصائية الاجتماعية، تيجاني ثريا رأي في هذا الموضوع، حيث ترى أن ظاهرة إيصال الطلبيات والخدمات إلى المنازل أوللزبائن باختلاف تواجدهم مفيدة وجيدة لمجتمعنا، كونها مواكبة للتطور والعصرنة، مشيرة إلى أن علماء الاجتماع يحكمون على أي ظاهرة كانت بالسلب أو بالإيجاب حسب النسبة، فإذا كانت نسبة إيجابياتها فاقت 50 بالمائة، فهنا يمكن القول إن هذه الظاهرة إيجابية والعكس صحيح، وبالتالي فإن خدمة التوصيل تفيد في أوقات الشدة وتجنب الإحراج في بعض المواقف كحضور ضيوف على غفلة من أمرهم أو في المرض أوتفادي مشقة الخروج لاقتناء بعض المشتريات، خاصة الذين يقطنون بعيدا عن المحلات أوما شابه ذلك، بغض النظر عن الاتكال أوالكسل الذي قد يصيب بعض النساء اللواتي يدمنّ على اقتناء مثل هذه الأطباق يوميا.
كما أعطت ذات المتحدثة مثالا عن بعض الدول العربية، كسوريا، حيث تتجنب بعض العائلات الطبخ في المنزل في عطلة نهاية الأسبوع وتستعين ببعض المطاعم لطلب الطعام جاهزا، وعليه فإن خدمة إيصال الطلبيات ظرفية وليست دائمة، ولابد من التغيير في كل مرة والخروج عن الروتين اليومي الممل.
إيمان خباد
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/01/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com