الجزائر

وثائقي للمخرجة الإسبانية الشابة باولا بالاصيوس.. "نساء دون انقطاع" أو كيف نفهم المراهقة الثانية للمرأة



قدمت الإعلامية الإسبانية باولا بالاصيوس، سهرة أول أمس، بسينماتيك الجزائر، شريطها الوثائقي “نساء دون انقطاع"، ضمن فعاليات الأيام السينمائية بالجزائر العاصمة. تطرقت فيه إلى موضوع المرأة في “سن اليأس" ووصفت في حالاتها الجميلة والتعيسة حيثما وجدت، ونقلت عبر شهادات حية، مواقف إنسانية وآراء طبية أيضا تعكس وضعيات اجتماعية وثقافية متباينة عبر القارات الأربعة.
أنتج الفيلم سنة 2009، ويعد أول شريط وثائقي للمخرجة الشابة باولا بلاصيوس، والأول من نوعه أيضا يتطرق في 59 دقيقة إلى موضوع حساس اعتبر لحد الآن طابو في كل المجتمعات ألا وهو سن اليأس عند النساء.
من فرنسا إلى إسبانيا إلى الإكوادور وصولا إلى تنزانيا، الحياة تستمر بالنسبة لكل النساء على هذه الأرض، كل واحدة منهن تحمل في داخلها أملا طويل المدى في عيش هنيء يبقيها أنثى بكل جمالها وسحرها، رغم بلوغهن سن اليأس الذي كثيرا ما يساهم في تراجع نفسية النساء وكذا حالتهن الجسدية. هن جدات وأمهات، زوجات ونساء عاملات وأخريات قابعات في البيوت وحتى طبيبات مختصات في أمراض النساء، رغبتهن العميقة هي أن تحظى المرأة في هذا السن بكل العناية الطبية والنفسية، وتراعى العلاجات الهرمونية التي قد تسيء أكثر إلى صحتهن.
في المجتمع الغربي معدل الحياة ازداد ب 25 سنة، ما يعني أن سن اليأس أصبح واقعا معاشا بالنسبة لشريحة واسعة من النساء، ما يعني بشكل آخر أن المجتمع محكوم عليه بالمرور عبر تجربة حياتية أكيدة، بكل تبعاتها النفسية والعقلية والجسمانية. إلا أن المجتمعات مهما تقدمت في التطور، لم تأخذ الوقت الكافي لشرح هذه الفترة من حياة المرأة، ماذا يحدث في هذا الجسد من تغيرات وتفاعلات هرمونية. لهذا يأتي الفيلم ليسلط الضوء على مدى تعامل النساء في مجتمعات مختلفة مع هذه الفترة.
غالبا ما توصف المرأة في هذه المرحلة من حياتها بالضعف والوهن العاطفي، بالقلق والاضطراب، بل بقبيحة الشكل والمنظر تزامنا مع نهاية دورتها الطبيعية. ترى مخرجة الفيلم أنه في عز الدول الغربية المعلومة العلمية والنفسية ناقصة وغير مروجة، وأن هذه المرحلة العمرية في حياة النساء لم تؤخذ بعد بحمل الجد والاهتمام، فكيف هو الحال بالنسبة لنساء يعشن في دول أقل تطورا، ووسط معطيات اجتماعية قاهرة في الغالب. إذ تهدف من خلال العمل إلى مخاطبة النساء والرجال معا، وكل فئات المجتمع قصد تعلم أسلوب جديد في التعامل مع هذه المرأة في “مرهقتها الثانية" تبدأ على الأغلب من 45 إلى 55 سنة.
النساء “لاجئات" أيضا..
الفيلم الثاني لبالاصيوس، أظهر شغفها بالمغامرة واختصاصها في نقل معاناة النساء في كل مكان. فيلم آخر وثائقي لها قدمته أيضا ضمن الأيام السينمائية، عنوانه: “نساء لاجئات"، أعطى الميكروفون لسيدات عانين قهر الجماعة تحت غطاءات متنوعة، بدءا بالدين والعرف والتقاليد وصولا إلى القانون والسلطة الديكتاتورية.
في أوكرانيا نصبت باولا كاميرتها أمام نساء فررن من الديكتاتورية والحرب، وقررن ممارسة حقهن في التعبير رغم مخاطر السجن والتعذيب، أما “سوسي" فقد نجت من الإبادة في أوغندا، ووجدت نفسها رغم عنها منفية إلى روسيا، فاضطرت إلى ولوج عالم الدعارة، تعيش “سوسي" مأساة حقيقية في أوكرانيا، حيث لا تعترف بها الحكومة كلاجئة. في المقابل هناك “شهينة" مناضلة إيرانية اضطرت للهجرة، بعد مسيرة الدفاع عن حقوق الإنسان في وطنها. تعيش شهينة الخوف المستمر، رغم استفادتها من حق اللجوء السياسي، إلا أنها لا تثق في نظام أوروبا الشرقية، الذي قد يكشف أمرها في في لحظة. نفس الرعب تعيشها “أولغا" التي علقت في أحد الأيام ملصقة كبيرة كتبت فيها “بوتين إرحل". يطلعنا الفيلم على يوميات أم أفغانية فرت بجلدها رفقة أولادها من قهر زوج ومجتمع لا يرحم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)