الجزائر

وتتحرك الدولة العميقة؟



وتتحرك الدولة العميقة؟
ما حدث في مصر، من عزل لأول رئيس مدني منتخب هناك، بغض النظر عن صواب القرار من عدمه، يطرح أسئلة جدية حول ما تسمى الدولة العميقة، في المجتمعات المتخلفة في مسيرة الديمقراطية، فهل تغيير رئيس برئيس يعتبر انتقال من مرحلة لأخرى؟ هل الواجهات السياسية أيا كان لونها تعبر عن النظام كجسد مترامي الأطراف؟في الواقع اعتقد أن ما حدث في مصر بعد سقوط مبارك، وما حدث في الجزائر منذ عام 1989 من تغيرات ما هي في واقع الأمر سوى تغيير لواجهة سياسية حتى النظام كان بحاجة إلى تغييرها وربما تمزيقها، فالدولة العميقة المتمثلة في المؤسسات الحيوية الثابتة المتحركة تبقى العمود الفقري لأنظمة الحكم، إضافة إلى الأجهزة القضائية والإدارية المرئية منها وغير ذلك.
الدولة العميقة في المجتمعات التي لم تترب على الديمقراطية والحوار كثقافة، تشكل فيها الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني مجرد ديكور تزين به غرف الحكم المظلمة. ولهذا فتغيير الرئيس أو حل الحزب لا يعني أن النظام تفكك...ولعل ما حدث ويحدث في الجزائر وما هو حاصل في مصر نموذج للدولة العميقة التي لا تتغير بتغير الرجال ولا الأحزاب، فالرئيس مرسي لم يكن سوى رجل يجلس على كرسي أرجله ملك للدولة العميقة، أو كما يقول المثل الشعبي الجزائر "خضرة فوق عشاء"، ولهذا كان سقوطه بتلك البساطة في المكان والزمان الذي إرادته الدولة العميقة...فهل التغيير في الأنظمة الشمولية مجرد حمل كاذب؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)