والدي كان يحب الجزائر.. ودخلها في أسوء ظروفها الأمنية

نور شريف أراد أن يجعل مني ممثلة جيدة فكان يقسو عليتتحدث الممثلة الشابة مي؛ نجلة الفنان المصري الراحل نور شريف في هذا الحوار ل"البلاد" عن غياب والدها بعد موته والأثر الذي تركه على الصعيدين الشخصي والفني، وعن دعمه لها في كل الأعمال التي شاركته في بطولتها.. كما تتوقف عند زيارته إلى الجزائر وحبه لهذا البلد الذي يكرم فيه في إطار الدورة الأولى لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي.تتواجدين اليوم في مدينة عنابة لتسلم درع تكريم والدك الفنان الراحل نور شريف.. ماذا يعني لك هذا التكريم الذي يأتي في إطار مهرجان الفيلم المتوسطي؟والدي كرم في الكثير من المهرجانات ومن بلدان مختلفة، وتكريم الجزائر له اليوم "خاص"، لأنني أعرف مدى حبه لهذا البلد، في كل مرة يكرم فيها نور شريف أدرك مدى أهمية هذا الفنان ومدى الاهتمام الذي يمنح له حيا كان أو ميتا، تقديرا لفنه، كان قد زار الجزائر في ظروف أمنية جد صعبة ومخيفة، وبرفقته شقيقتي التي كانت متخوفة من دخول الجزائر وقتها، لكنه أصر على مجيئها وطمأنها، وبالفعل زار الجزائر ولا أعرف إن كان قد زار عنابة، وقدم مسرحية هنا وله ذكريات جميلة في هذا البلد، لقد لمست حب الجزائريين لوالدي من نظراتهم الي ومن حرصهم على التحدث معي عنه.هل لك أن تصفي لنا الفراغ الذي تركه الفنان الراحل نور شريف على الصعيدين الشخصي والفني؟أمثال والدي من الفنانين لا يتركون فراغات بل يملأونها، تمنيت لو بقي على قيد الحياة لينهي الكثير من المشاريع والأعمال التي كان قد شرع في التحضير لها.. مع هذا ما قدمه والدي طيلة مشواره الفني وهي الأعمال التي يتم إعادتها عبر مختلف القنوات التلفزيونية، أعمال تحمل الكثير من الرسائل التي كان يؤمن بها، وهذا مكان مبدأه في أي دور يقوم به، هو اختيار الأدوار التي تعيش طويلا.كانت علاقتك بالفنان الراحل قوية جدا؛ فلم يكن أبا فقط بل صديقا أيضا.. هل كان من السهل تجاوز مرحلة غيابه؟تستجمع أنفاسها".. هل تصدقين أنني لا أملك إجابة عن هذا السؤال، صراحة لا أعرف إن كنت قد تجاوزت مرحلة غيابه وتغلبت عليها أم أحاول أن أتناسى هذا، إذا كان هناك أمر يهون علي رحيل والدي هو ذلك الجمع الغفير من محبيه وحتى أشخاص لا علاقة لهم بالفن حضروا جنازته وجاؤوه من بعيد من كل مكان لا مصلحة لهم في حضور الجنازة ولكنهم جاؤوا للدعاء له، لن أنسى هذا المشهد الذي منحني وأفراد أسرتي القدرة على تحمل فكرة غياب والدي.شاركت والدك الفنان الراحل الكثير من الأعمال التلفزيونية والسينمائية كيف كان يتعامل معك داخل أماكن التصوير؟كان الأب الفنان، يوجهني كان يحب عمله، ومسألة مساعدة أي فنان كان أمرا محببا لديه، فكيف لو تعلق الأمر بابنته، وإن كان يقسو علي في بعض الأحيان أثناء التصوير، كان يود أن يصنع مني ممثلة جيدة و"شاطرة".