بعد الاحتلال مباشرة حاولت السلطات العسكرية الفرنسية تنظيم تعليم خاص بالجزائريين لتكوين أفراد موالين لها. فكانت مراسيم تأسيس المدارس والمعاهد العربية الفرنسية والإشراف على التعليم العربي الإسلامي ووضعه تحت الإدارة الاستعمارية كان هذا التعليم مخصص لأقلية معينة من المجتمع بينما كانت الأغلبية منه تعيش في الجهل والحرمان الثقافي، فحت سنة 1882 كانت نسبة تعليم الجزائريين بمعدل واحد لكل ألف تلميذ جزائري. وكانت لسياسة التعليمية الفرنسية التي بدأت تتشكل مند العهد الإمبراطوري (1852-1870) تهدف إلى القضاء على الثقافة الوطنية ونشر التعليم الفرنسي بين أوساط معينة من السكان لجعلها ميدان تجربتها الاستعمارية.
لقد صرح الحاكم العام الدوق دومال (1847-1848) بأن: "بناء مدرسة في الجزائر أحسن وأفضل من فيلق عسكري". وبهذا استعملت الإدارة الاستعمارية المدرسة والدين كوسيلة لتنفيذ سياستها الاستعمارية في القضاء على الثقافة الوطنية والمقومات الحضارية للشعب الجزائري، بحيث جاء في تقرير أحد الفرنسيين حول هذه الفكرة "أن المدارس والدين سينموان تحت حماية فرنسا ولصالحها.
والواقع أنه مند سنة 1865، بعد زيارة نابليون الثالث للجزائر، بدأت قضية تعليم الجزائريين تلقي نوعا من العناية والاهتمام فقد نادى نابوليون الثالث بسياسة المملكة العربية "لأن الجزائر ليست بلاد مستعمرة بالمعنى العام، لأن المفهوم من هذه الكلمة هي أنها مملكة إمبراطور على الفرنسيين وأريد أن أستفيد من شجاعة العرب وشهامتهم على أن استغل فقرهم و بؤسهم".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/06/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - هلايلي حنيفي
المصدر : الحوار المتوسطي Volume 4, Numéro 1, Pages 143-153 2013-03-15