_السمعي البصري سلّم للجيل الخطأ من المشرفين لم يستطع إخراجه إلى النورإعلامي شاب فرض نفسه بجدارة عبر “قناة دزاير نيوز“، يتمتع بالموهبة، التكوين وروح المبادرة، ينتمي إلى جيل من الإعلاميين الحريصين على ترك بصمة في الإعلام السمعي البصري، لإيمانه بأن لكل مجتهد نصيب، وأن الفوضى التي يغرق فيها القطاع ستفرز يوما ما الغث من السّمين، لتكشف عن أسماء ستكون يوما ما مدرسة في الإعلام التلفزيوني.
حاوره: سمير تملولت
حدثنا عن مشوارك الإعلامي، متى وكيف بدأ وأهم المحطات التي مرّ بها؟
بداياتي كانت خلال سنتي الجامعية الثانية العام 2010 مع يومية “الزيبان نيوز“، إلا أن الجريدة للأسف لم تصمد طويلا واضطر صاحبها إلى غلقها، بعدها قمت بمساعدة بعض الزملاء على إصدار مجلة طلابية اسمها “المسار الطلابي” ونجحنا في إصدار عددها الأول . قبيل تخرجي بسنة تقريبا، كنت أرسل مواد إخبارية إلى جريدة “الشروق” اليومية أيام العطل التي أكون متواجدا فيها بتقرت، إلى أن تم اعتمادي مراسلا للجريدة مباشرة بعد تخرجي العام 2011. مع بدايات الانفتاح الإعلامي بالمجال التلفزيوني، قررت الانتقال للعاصمة والبحث عن فرصتي، لتكون الانطلاقة مع قناة “الهقار” صيف 2012 كصحفي وسط طاقمها الشاب إلى أن تقلدت فيها منصب رئيس تحرير، قبل أن أنتقل في ماي 2014 إلى قناة “دزاير نيوز“، والتي أعتبرها محطة جد مهمة إن لم تكن الأهم حاليا في مشواري، حيث حققت الكثير من الأهداف التي انتظرتها لسنوات.
بعد فتح قطاع السمعي البصري، كيف ترى واقع الإعلام في الجزائر؟
واقع الإعلام عموما هو من واقع أهله، فهو يتراوح بين الشعبوية، الارتجالية والانتهازية، فبالكاد يبرز لنا من حين لآخر، وسط مثلث برمودا هذا، عمل تلفزيوني يهتم على الأقل بذوق الجمهور ويستهدف الاحتراف، حتى أنك تجد البرامج نفسها بالمحتوى نفسه، بل وبالضيوف أنفسهم، تتكرر على أكثر من شاشة، وأحيانا في التوقيت نفسه. أنا لا أحاول هنا أن أرسم ملامح سوداوية على واقع الإعلام السمعي البصري في الجزائر، وهو الذي لا يزال في نصف عقده الأول، لكنني لا أريد أن أتملق واقعا قد يصفه غيري بسوداوية أكثر مما وصفت لك.. وحتى أكون معك واضحا أعتقد – وهذا رأيي – أن مجال السمعي البصري في الجزائر سُلِّم للجيل الخطأ – من المشرفين – جيل لم يستطع بعدْ أن يُخرجه إلى النور كما كنا ننتظر، فبات اليوم بكل أسف رهين حسابات ضيقة، ونرجسيات همُّها الوحيد الكسب، ولك تصريف المصطلح على أوجهٍ كثيرة.
لكن أعود وأسجل أنا وكل جيلي نافذة على نور لا يجب إغفاله، وهو أن فتح السمعي البصري في الجزائر فتح الباب أمام الكثير من الكفاءات في هذا الميدان، التي ستكون يوما ما الوجه الحقيقي لمدرسة الإعلام التلفزيوني في الجزائر، بعيدا كل البعد عن الدخلاء الذين يتصدرون واجهاته اليوم.
ما هي أكثر المواضيع الإعلامية والصحفية التي تحب تغطيتها؟
شخصيا أميل للعمل على المواضيع التي تحمل أكثر من تفصيل، وهو ما أجده في تناول المواضيع الدولية، غير أن هذا لا يمنعني من العمل على مواضيع وطنية، سواء سياسية أو أخرى، وهو ما يدفعني أحيانا للكتابة في الشأن الوطني ولو في إطار غير رسمي، من خلال مقالات رأي في بعض المواقع الإخبارية.
هل تؤمن بالواسطة في مجال الإعلام؟
لا أؤمن بها .. لكنها ظاهرة موجودة وعلى كل المستويات وداخل كبرى المؤسسات ولا يمكن نفي ذلك، فقط أعتقد أن فهمها لدى العامة من الناس فهم مبالغ فيه، فهي لا تعني الحصول على وظيفة دون أي كفاءة بالعكس مؤهلات الشخص هي وساطته الحقيقية، ولا يوجد وسيط يقدم أيا كان لمنصب ما، لأي سبب من الأسباب، إن لم يكن أصلا يملك ما يمنحه على الأقل للحفاظ على فرصة قد تأتيه عن طريق الوساطة أو التوصية.
ما الشيء الذي أضافه لك الإعلام، وماذا أخذ منك؟
الإعلام قدّم لي الفرصة للعمل في الميدان الذي أحبه، وبالتالي لدي نوع من الرضى، إن صح التعبير، لأنني في الطريق الصحيح، أما الذي أخذه مني فربما العائلة، بما أني بعيد عنها كل السنة تقريبا.
شخصية إعلامية تأثرت بها قبل دخولك المجال الإعلامي؟
بطبيعتي أحب التعلم من تجاربي الخاصة، وبالتالي ربما تأثرت بالعديد من الأساتذة الذين تتلمذت على أيديهم، إن صح التعبير، فبدايتي الفعلية كانت بالمكتب الجهوي لجريدة “الشروق” مع الأستاذ حكيم عزي، الذي منحني المفاتيح الأولى لأدبيات العمل الصحفي الميداني، وشرفني بالعمل إلى جانبه بمدرسة “الشروق” في هذا المجال، بعدها كان لي تكوين في المجال التلفزيوني مع الإعلامي، كريم بوسالم، الذي منحني تأشيرة الدخول إلى عالم الكاميرا من خلال الثقة التي زرعها في نفسي، ولازالت لحد الساعة تدفعني للعمل أكثر فأكثر، ثم منحني القدر فرصة العمل تحت إشراف الإعلامي، جمال بن علي، لأنهل من مدرسة التلفزيون العمومي، من خلال تقديمي برنامج العالم اليوم، الذي تحول اسمه في موسمه الثاني إلى الحدث الدولي، وهي محطة أعتبرها جد مهمة في بداية مساري، لأنها وضعتني على السكة التي أريد.
إلى أي مدى تأثر الظروف المهنية والاجتماعية الصعبة للإعلاميين على آدائهم ومردودهم؟
بكل تأكيد الظروف المهنية والاجتماعية الصعبة تؤثر بشكل كبيرا جدا على أي عامل، والميدان الصحفي ميدان يحتاج إلى مجهود فكري لأنه ميدان إبداع قبل كل شيء.. لذا أنصح نفسي وأهل مهنة المتاعب من الذين يمتلكون قلوب شغوفة بهذا الميدان والمهتمين بمستقبل المهنة، أنصحهم بالصبر والعمل إلى غاية تحقيق الهدف.
بعيدا عن الإعلام، ما هي اهتماماتك؟
لي شغف كبير بالكتابة خاصة الشعر، وهذا يستلزم القراءة في كل المجالات، وبالضبط الرواية الكلاسيكية التي أحب قصصها كثيرا.
ماذا تعني لك هذه الكلمات ؟
_تقرت: المدينة الأم، والعائلة التي أسأل الله أن يمنحي القدرة على رد جميلها.
_قناة “الهقار“: أول محطة لي في طريق السمعي البصري، وبالتالي بداية المسيرة التي أردتها قبل ذلك.
_حكيم عزي: أستاذي الأول داخل عائلة الإعلام.
_جمال معافة: صاحب الفضل علي بعد الله لما منحه لي من ثقة داخل طاقم قناة “دزاير” نيوز مع العديد من الزملاء.
_برنامج “العالم اليوم“: البرنامج الذي انتظرته وخططت له لأكثر من سنتين بقناة “الهقار” وتحقق في أقل من شهرين بقناة “دزاير نيوز“.
كلمة أخيرة نختم بها حوارنا هذا؟
في الأخير أشكرك كل الشكر زميلي سمير تملولت، والشكر موصول لكل الطاقم العامل في جريدة “الحوار” على الالتفاتة الطيبة. دعواتي لكم جميعا بالتوفيق والتميز.
………………………………………………………………………………………….
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/10/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الحوار
المصدر : www.elhiwaronline.com