تباشر مصالح الأمن بولاية وهران منذ أيام قليلة عملية تطهير واسعة في أرجاء عديدة من المدينة، بغية تطهيرها من مظاهر الفساد التي عادت بقوة في المدة الأخيرة وأضحت تخدش حياء المواطنين والعائلات، خاصة بواجهة سيدي امحمد القريبة من فندق الشيراطون، حيث يتجمع عشرات من الشباب رفقة صديقاتهم وأيضا عدد آخر من الخمارين ليلبسوا هذا المكان طقوسا صار يندى لها الجبين، قبل أن تتزايد صيحات المواطنين الذين طالبوا بتدخل السلطات الولائية، ما جعل المديرية الولائية للأمن الوطني تضع مخططا خاصة لمحاربة هذه الظاهرة.
وضعت السلطات الولائية واجهة سيدي امحمد ضمن المساحات الخضراء المعنية بمشاريع إعادة التهيئة التي انطلقت منذ حوالي شهر، ومست العديد من القطاعات الحضرية، وهي خطوة تعكس انزعاج المسؤولين المحليين من الوضعية الغريبة التي أضحت تميز هذه الواجهة لاسيما خلال السنين الأخيرة عندما تحولت الى وكر يقصده العديد من السكارى والمتشردين، وحتى بعض الشواذ بشكل أضر كثيرا بسمعة هذا الموقع الذي يضم ضريح الولي الصالح سيدي امحمد على موقعه المؤدي الى أفخم الفنادق السياحية بعاصمة الغرب.
وخصصت مصالح الأمن بولاية وهران فرقا خاصا أصبحت ترابط بعين المكان وتقوم بحملات تفتيش في أوساط كل الشباب الذين يقصدون هذا المكان من أجل التنزه أو الجلوس بالكراسي المنتشرة عبر حدائقه، في سيناريو ظل ينتظره المواطنون منذ شهور. ومقابل هذه الحملة، علمت جريدة «البلاد» أن مصالح بلدية وهران تكون هي الأخرى قد خصصت مشاريع أشغال تهيئة جديدة بهدف تغيير الوجه الشاحب الذي يميز هذه الواجهة في الظرف الراهن، وهي جزء من الخطة الشاملة التي أمر بها المسؤول التنفيذي الأول عن عاصمة الغرب الجزائري الذي أمر في وقت سابق باستغلال جميع المساحات الخضراء المتواجدة عبر كل الأحياء والقطاعات الحضرية بمدينة وهران بغرض إضفاء أجواء وطقوس جديدة على المساحات المذكورة التي صارت محتلة بشكل كلي من قبل الجماعات المذكورة في ظل تراجع أداء قسم تسيير المساحات الخضراء التابع لبلدية وهران.
وكانت واجهة سيدي امحمد قد استفادت في وقت سابق من عدة مشاريع تتعلق بالتهيئة والتزيين، كان آخرها تلك التي برمجت سنة 2003 وتزامنت مع الزيارة التي قادت رئيس الجمهورية الفرنسية الأسبق جاك شيراك الى عاصمة الغرب، حيث استفاد هذا الموقع من عدة أشغال أضفت تغييرا شاملا على صورة ومنظر هذه الواجهة لاسيما ما تعلق ببعض الألعاب الخاصة بالأطفال التي وضعتها مصالح البلدية، وهو العامل الذي استقطب عشرات العائلات كانت تتجه إليها يوميا الأمر الذي ساهم في تهجير السكارى الذين كانوا يأتون الى واجهة سيدي امحمد في وقت سابق، لكن سرعان ما عاد الوضع الى طبيعته الأصلية بعدما تعرضت هذه الألعاب الى بعض التخريب، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل عن خلفيات عدم تخصيص مصالح البلدية أعوان حراسة يقومون بحراسة مثل هذه المساحات الخضراء وما تحتويه من عتاد.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/08/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : كريم ح
المصدر : www.elbilad.net