أعلنت مديرية المعالم الأثرية بعنابة عن مباشرة حفريات أثرية بالمعلم التاريخي هيبون، لأول مرة منذ الحقبة الاستعمارية، من أجل فسح المجال لإنشاء متحف جديد خصص له غلاف مالي قدر ب10 ملايير ستنيم.طالبت ذات المديرية في إطار نشاطها لإعادة الاعتبار للمعالم الأثرية بجوهرة الشرق عنابة، وزارة الثقافة، بتسليمها ”قناع جورجون” الذي استرجعته من نظيرتها التونسية شهر أفريل من السنة الفارطة بعد سرقته من عنابة سنة 1996، وقد تمت الموافقة على هذا الطلب شرط توفير الشروط الرقابية اللازمة للحفاظ على هذه التحفة الأثرية النادرة.من جانب آخر، كشف ذات المصدر عن عملية انتهاء الشطر الأول بتحديد حدود المدينة الأثرية التي تمتد على مسافة 60 هكتارا، هي عبارة على أراضي محمية محظورة على التوسع العمراني، بما فيها كنيسة القديس أغسطين، مع إقامة مدخل جديد لها بسيدي ابراهيم، وتغيير مسلك المسرح الأثري باتجاه تابا كوب، حفاظا على المعالم الأثرية التي تعد 27 هكتارا هي آثار رومانية باحتياطات أثرية مهولة لم يتم اكتشاف سوى 10 بالمائة منها فقط، فيما تبقى باقي هذه الآثار تحت الأرض تحتاج إلى باحثين وأساتذة في الأنتروبولوجيا وعلم الآثار. في هذا السياق جاءت الدعوة لجميع المتمرسين في هذه المادة للقدوم إلى ولاية عنابة من أجل المساعدة على إعادة الاعتبار لصرح تاريخي كان مصيره الإهمال والتخريب منذ سنوات، لتكون هذه المبادرة التي أطلقت في أول يوم من فعاليات تظاهرة التراث والإقليم بعنابة، فرصة لإثراء المعلم السياحي لهيبون الذي يعتبر جوهرة بأتم معنى الكلمة يمكنه أن يعطي نقلة نوعية للتنمية السياحية في الولاية بمشاركة جميع المديريات التنفيذية، وعلى رأسها مديرية السياحة، التعمير والبناء وشغل الأراضي، إلى جانب الجماعات المحلية من أجل حل عديد المعضلات المتعلقة ببناء سور محيط بالمدينة الأثرية والتحديد القانوني للمساحات العقارية التاريخية، للوقوف حائلا أمام مافيا العقار التي كانت بصدد الترصد لمساحات أراضي ممتازة في عين المكان من أجل إقامة مشاريع اقتصادية عليها.تجدر الإشارة، من جهة أخرى، أن ورشة لصيانة المعالم الأثرية كانت قد نصبت من أجل الحفاظ والتأمين على الكنوز الأثرية التي تعرض قسم كبير منها للنهب والسرقة، على غرار تمثال جان دارك البرونزي، وغيره من الأثريات النادرة، علما أن المتحف القديم يعد 10 آلاف قطعة أثرية يشكل 1 بالمائة منها ما هو معروض للزوار. وفي هذا الإطار من المنتظر أن يتم إشباع شغف العنابيين بتاريخ ولا يتهم من خلال فتح أبواب المدينة الأثرية أمامهم لاكتشاف الحضارات التي تعاقبت على عنابة، وتحديدا هيبون التي تشكل مفخرة حقيقية كان جدير إعادة الاعتبار لها منذ سنوات لتفادي الأضرار الجسيمة التي أصابتها، بعد تحولها إلى مرتع للمنحرفين والمسبوقين لأكثر من 10 سنوات كاملة مضت.
تاريخ الإضافة : 05/05/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وهيبة ع
المصدر : www.al-fadjr.com